يضع المسؤول السياسي لحركة "حماس" في لبنان، رأفت مرّة، زيارة وفد من الحركة إلى طهران، في إطار الرغبة المشتركة بين الجانبين لاستمرار العلاقة والتواصل، لكنه يشير إلى أن هدف الزيارة ليس بالضرورة التحضير لزيارة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل إلى طهران.
ويلفت مرّة في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ التواصل لم ينقطع بين الجانبين، إذ "استمرت اللقاءات، إن كان في بيروت أو في طهران، كما زار مساعد وزير الخارجيّة الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، مشعل في الدوحة".
ويوضح أنه خلال هذه اللقاءات "كانت تتم قراءة كلّ أوضاع المنطقة، والتدخل الأميركي فيها، والأدوار التي تسعى الأطراف المرتبطة بإسرائيل لعبها".
ويؤكد مرّة أنّ "زيارة وفد حماس لإيران، لا تعني أبداً أن الحركة تُغيّر من سياستها، أو أنها تقوم بمراجعة لخياراتها أو مواقفها من القضايا في المنطقة، أو أنها أخطأت وتتراجع عن خطأ ما أو تعتذر عن عمل أو موقف"، بل يشدّد على أن "مواقف حماس ثابتة من كل قضايا المنطقة، لكننا حريصون على توحيد جهد الأمة حول فلسطين، لأنها تستحق هذا الدعم".
ولا يُنكر المسؤول في "حماس" أن التوتر كان مسيطراً على العلاقة مع طهران، لكنه يُشير إلى أن "هذا التوتر مرتبط بقضايا معينة، أبرزها الموقف من الحراك في العالم العربي"، مؤكداً "حرصنا على إبعاد القضايا الخلافية عن القضايا الأساسيّة المتفق عليها، وهي فلسطين والمقاومة ورفض التسوية".
ورداً على سؤال عمّا إذا كانت هذه الزيارة تعني عودة الدعم المالي من طهران للحركة، يُجيب مرّة بطريقة دبلوماسيّة: "لا نشترط على أحد ولا نقبل بأن يفرض أحد شروطه علينا، وكلّ طرف يعرض وجهة نظره".
ومن القضايا التي يتفق عليها الطرفان، إلى جانب مركزية القضية الفلسطينيّة، رفض المنحى المذهبي الذي يأخذه الصراع في المنطقة، وضرورة مواجهته، إضافة إلى ضرورة حلّ كل الخلافات في المنطقة عبر الحوار وليس عبر العنف. ويؤكد مرّة أن "حماس" تعي جيداً أن استمرار الصراعات في الدول العربية سيكون له أثر سلبي على القضية الفلسطينيّة.
ومن طهران، قال عضو المكتب السياسي للحركة محمد نصر، الذي ترأس وفد الحركة إلى إيران، إن "زيارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية تأتي في سياق رؤية حماس لضرورة حشد طاقات وإمكانات الأمة الإسلامية لدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ومقاومته البطولية".
وأضاف في تصريحات إعلامية أن الحركة "معنية بتعزيز علاقاتها التاريخية مع إيران، وهذا ينبع من إدراك عميق لدى الطرفين حول أهمية التواصل والعمل الجاد لتجاوز الظروف الحساسة والدقيقة التي تمرّ بها الأمة والمنطقة، بما يخدم القضية الفلسطينية ومصلحة الأمة الإسلامية".
العربي الجديد