قائمة الموقع

خصوم عباس يضيقون الخناق حول عنقه

2014-12-11T08:06:13+02:00
عباس
الرسالة نت- لميس الهمص

يوما تلو الآخر تزداد رقعة خصوم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، حتى تجاوزت خلافاته المحلية ووصلت لدول عربية ودولية.

أبو مازن بات يشعر بأن أولئك الخصوم بدأوا يضيقون الخناق عليه، لذا باتت تصرفاته عدائية وأصبح يمارس الإقصاء بحق كل من يخالفه من داخل السلطة وحتى من حركة فتح.

محللون سياسيون توقعوا أن يكون العام القادم حاسما في الحياة السياسية لرئيس السلطة، خاصة في ظل حالة عدم الرضا عن سياساته المتبعة على الصعيدين المحلي والدولي، مشيرين إلى إمكانية فرض الانتخابات عليه بالقوة مع نهاية العام 2015م.

عدوات محلية

حالة من الفوضى والخلافات تعج بها المقاطعة في رام الله ويدلل عليها إقصاء الرئيس لعدد من القيادات الفتحاوية على رأسهم مدير عام المجلس التشريعي الفلسطيني ابراهيم خريشة ، ونقيب الموظفين العموميين في رام الله بسام زكارنة. وكان أبو مازن قد أمر بحبس الأخير ، فيما منعت الأجهزة الأمنية خريشة من دخول المجلس التشريعي بناءً على قرار الرئيس بإعفائه ونقله.

تلك الأحداث زادت من خصوم رئيس السلطة داخل حركة فتح وإن لم يكن ذلك معلنا، لكن تضارب التصريحات الصادرة من المقاطعة تدلل على رفض العديد من القيادات في السلطة لسياساته الأخيرة خاصة بعد حديث عن مشادات كلامية بينه وبين عدد من القيادات في اجتماعات الحركة.

وما زاد الطين بلة ظهور ورقة منسوبة إلى مكتب الرئيس محمود عباس تحتوي على تعليمات رئاسية بمراقبة عدد من هواتف بعض القيادات والأعضاء في الحركة ما تسبب في اثارة البلبلة في صفوف حركة فتح كون تلك الورقة تظهر عدم ثقة عباس بالأسماء الواردة وخشيته من تصرفاتها.

خصوم عباس المحليون لم يقتصروا على حركة فتح فهو لازال يستعدي حركة حماس من خلال عدم تطبيق بنود اتفاق الشاطئ وتخليه عن قطاع غزة بعدم تفعيل حكومة الوفاق فيها، وتأخير الإعمار لجعلها تغرق في العديد من المشكلات، بالإضافة لكم التصريحات التي يهاجم بها الحركة.

عداوات عربية

علاقات عباس غير المستقرة امتدت لتشمل عددا من الدول العربية وعلى رأسها مصر ورغم تصريحات أبو مازن بارتياحه لتولي عبد الفتاح السيسي سدة الحكم، إلا أن ذلك الارتياح لم يدم طويلاً.

 وبدت العلاقة باردة بين الاثنين، لظهور القيادي السابق في حركة "فتح" محمد دحلان، الخصم اللدود لعباس، في المشهد، وسرعان ما حظي دحلان بعلاقة أقوى بالسيسي، وبات زائراً شبه مقيم في القاهرة، بعيداً عن أضواء الإعلام.

الخلافات بلغت أوجها بين عباس والسيسي بعد رفض الأول التصالح مع دحلان المقيم في الإمارات وأحد عرابي الانقلاب العسكري في مصر.

إصرار عباس على موقفه أدى لخسارته دولة الامارات كذلك، لكونها تحتضن دحلان الذي تجمعه بها علاقات أمنية واقتصادية.

تصريحات صحفية سابقة أشارت إلى أن امين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه كان قد أدار عدة وساطات بين الرجلين إلا أنها باءت بالفشل.

لكن على ما يبدو أن علاقاته بالإمارات ودحلان لم تنقطع فكشف المذيع ماهر شلبي في برنامجه على المكشوف عن لقاء سري مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في دولة الإمارات العربية الشقيقة، بمشاركة محمد دحلان والدكتور سلام فياض" ما يظهر أن هناك ما يحاك ضد أبو مازن في الخفاء.

المحلل السياسي الدكتور هاني البسوس قال "للرسالة": إن العديد من التجاذبات بدت حول أداء رئيس السلطة محمود عباس خاصة بعد أدائه الضعيف لبلوغه سن الـ80، مشيرا إلى أن كل ما قدمه للقضية لم يترق للحد الأدنى من المطلوب منه.

تغيير تدريجي

وذكر البسوس أن عباس لم يعد مرغوبا به إقليميا لذا فإن العديد من الشخصيات في السلطة تتنافس على المنصب وهناك شخصيات مرشحة مقبولة عربيا ودوليا و(إسرائيليا).

خطوات عباس الأخيرة وتهديده المستمر بالتوجه للأمم المتحدة الموقف أغضب أمريكا وبدا لديها خشية منه، خاصة في ظل توقف مسار التسوية عجزه عن تقديم المزيد من التنازلات لدولة الاحتلال.

تغيير عباس لن يؤثر على دولة الاحتلال بحسب مراقبين فهي تريد الأنفع لها فإذا شعرت أن هناك من سيقدم لها ما عجز عنه عباس فستتخلى عنه في أية لحظة.

ورأى البسوس أن العام القادم 2015 سيكون حاسما في الحياة السياسية لرئيس السلطة، متوقعا أن تفرض دول عربية ودولية الانتخابات عليه بالقوة.

واعتبر أن السيناريو المتوقع سيكون اجراء انتخابات مطلع العام 2016م مالم تحدث مفاجآت على صعيد الوضع الصحي لأبو مازن والمصالحة.

وبين البسوس أن التغيير لن يكون مفاجئا وسيتم سحب الصلاحيات منه تدريجيا، خاصة وان شعبيته بات في تدهور كبير.

اخبار ذات صلة