بدأ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، منذ مطلع الأسبوع الماضي، حملته للانتخابات المقبلة، ولكن بشكل غير مباشر، عبر رفع موازنة الأمن بنحو 3.5 مليار شيكل (897 مليون دولار أمريكي)، وهي زيادة إضافية، سيتم تنفيذها مطلع العام القادم.
ولم يتوقف رئيس الحكومة، الذي أقال قبل نحو أسبوعين وزير المالية يائير لابيد ووزيرة العدل تيسفي ليفني، عند رفع موازنة الأمن، بل إنه أراد أن يكسب ود الجمهور الإسرائيلي، خاصة الطبقتين الفقيرة والمتوسطة، عبر إعلانه مطلع الأسبوع الماضي خلال مشاركته في مؤتمر غلوبس الاقتصادي، عن خفض إلى نسبة الصفر في ضريبة القيمة المضافة (المشتريات) على بعض السلع الغذائية الأساسية.
ويرى الباحث في الإسرائيليات أنطوان شلحت، إن نتنياهو استطاع أن يختار الوقت المناسب، للبدء بحملته الإنتخابية، تزامناً مع الإعلان عن أرقام التباطؤ الاقتصادي الإسرائيلي خلال العام الجاري، وخاصة الربعين والثاني والثالث.
وأضاف شلحت (من فلسطينيي الداخل) خلال اتصال هاتفي مع مراسل القدس دوت كوم، إن الوعودات التي أطلقها وزير الاقتصاد بشأن تصفير ضريبة القيمة المضافة على سلع غذائية أساسية، ستجعله بطلاً لدى الطبقة الفقيرة.
وتبلغ نسبة ضريبة القيمة المضافة على السلع الغذائية في الوقت الحاضر، بحسب مكتب الإحصاء الإسرائيلي 16٪، بينما تبلغ على بقية السلع نحو 18٪.
وتشهد السوق الإسرائيلية ارتفاعاً في أسعار السلع، ليس الغذائية فحسب، بل في أسعار المساكن التي ارتفعت منذ مطلع العام الجاري، وحتى نهاية تشرين أول بنسبة 9.7٪، بحسب الإحصاء الإسرائيلي، ما جعل السكان يخرجون في احتجاجات متفرقة خلال الشهور الماضية.
واعتبر الباحث في الإسرائيليات، إن ما طرحه نتنياهو من خفض نسبة ضريبة القيمة المضافة، كان قبل عامين، أحد البنود التي يرفضها رئيس الوزراء بشدة، بحجة أن هذا الخفض الذي اقترحه وزير المالية يائير لابيد، وزعيمة حزب العمل شيلي يحيموفيتش، سيخفض من الإيرادات الضريبية.
"وبحسب استطلاعات الرأي التي نشرتها وسائل إعلام عبرية خلال الأسبوعين الفائت والجاري، فإن حظوظ نتنياهو بالفوز، تراجعت، لأن المجتمع الإسرائيلي بدأ يتعلم من دروس الماضي، خاصة وأن نتنياهو (فنان) في إرهاب السكان المخاطر الأمنية"، يقول شلحت.
ويرجح شلحت أن الوعودات التي أطلقها رئيس الوزراء للمجتمع الإسرائيلي بخفض الضرائب على السلع الغذائية، تمثل غطاءً على خططه الأمنية، سواء مع الجانب الفلسطيني أو مع دول الجوار.