قائمة الموقع

القبضة الأمنية تسلب فرحة الانطلاقة بالضفة

2014-12-15T13:35:16+02:00
أرشيف
نابلس- الرسالة نت

لم تكفُ أجهزة السلطة بالضفة المحتلة يدها عن حركة حماس في أماكن تواجدها كافة منذ أكثر من ثماني سنوات، حتى أضحى أي "حمساوي" أو أي راية خضراء هدفا مباشرا لعصا الأجهزة وبطشها، والتي لم تحترم يوما أي نداء للمصالحة. إلا أن تلك الملاحقات واشتداد القبضة الأمنية على عناصر الحركة بالضفة، سرعان ما ترتفع وتيرها مع كل ذكرى أو مناسبة تعكف حماس على إحيائها، فكيف إن كانت ذكرى الانطلاقة؟!

فمنذ بداية شهر ديسمبر كل عام، والذي يشهد اليوم الرابع عشر منه ذكرى انطلاقة حماس، يجن جنون تلك الأجهزة، وتشتد وطأة الأيام على أبناء الحركة بالضفة، فتصبح السجون أماكن سكنهم، وبيوتهم تستباح أمام همجية تلاميذ التنسيق الأمني، فيعتقل منهم العشرات ويستدعى المئات، بينما لا تألُ أجهزة السلطة جهدا لمحو أي ملامح احتفالية، حتى وإن كانت تلك المظاهر مقتصرة على بعض الرايات التي ينجح الشباب الحمساوي من رفعها خلسة في بعض المناطق.

رغم حلول ذكرى الانطلاقة الـ27 لحماس، بعد توقيع اتفاق المصالحة وفي ظل حكومة توافق واحدة في الضفة والقطاع، إلا أن شيئا لم يتغيّر على أبناء الحركة، بل مرّت الذكرى كسابقاتها.

فقبل الذكرى بأيام، استدعت الأجهزة الأمنية واعتقلت العشرات من أنصار حماس، غالبيتهم من طلبة الجامعات، الذي كانت سكناتهم الجامعية مستباحة أيضا للاقتحامات الليلية التي تشنها أجهزة السلطة.

وتعرض العديد من المعتقلين السياسيين بالضفة، للضغط والتعذيب خلال اعتقالهم لإجبارهم على التوقيع على تعهد بعدم المشاركة بأي فعالية لحركة حماس في ذكرى انطلاقتها، في حين تصدى الشباب الحر لتلك الممارسات بإطلاق حملة "لن أوقع"، تحديا لأجهزة السلكة التي تحاول إسكات صوت حماس وطمس نشاطاتها، على قلّتها.

في مدينة نابلس، وفي يوم الانطلاقة، استدعت مخابرات المدينة عشر استدعاءات لشبان من بلدة عوريف جنوب نابلس، على خلفية رفع رايات على أعمدة الكهرباء، وكتابة شعارات تهنئة بانطلاقة حماس.

وقال أحد الناشطين لـ"الرسالة نت" إن أجهزة السلطة استدعت اليوم الأحد، كل من أنور شحادة، وعمران صباح، ولؤي شحادة، وحافظ شحادة، واسماعيل شحادة، ومحمد شحادة، وأمير الصفدي، من بلدة عوريف، بحجة مشاركتهم في رفع رايات الحركة على أعمدة الكهرباء بالبلدة.

وأشار االناشط –الذي رفض ذكر اسمه-  إلى أن مندوبي الأجهزة انتشروا في الضفة المحتلة، لتعقب أي مظاهر احتفالية ورصد أي تحرك لطلبة الكتلة الإسلامية في الجامعات، والتبليغ عن أماكن رفع الرايات الخضراء لمصادرتها وملاحقة من رفعها.

كما اختطف وقائي جنين عبد الله نواف برهم (38 عاما)، بعد اقتحام منزله في بلدة سيريس جنوب المدينة، إضافة لاعتقال طاهر فوزي قطيط (39 عاماً) أثناء عبوره من أحد شوارع البلدة، وهما معتقلان سياسيان سابقان.

وكان ناشطون في حركة حماس من بلدة سيريس قد شكلوا كلمة "حماس" بالحجارة على أحد جبال البلدة، وشوهدت من بعيد، احتفاءً بانطلاقة حماس الـ 27، إلا أن عناصر الوقائي فضوا الحجارة بعد ساعات!، الأمر الذي أثار استهجان واستياء أهالي البلدة.

وفي بيت لحم اقتحمت عناصر من جهاز الوقائي بلدة بيت فجار واختطفوا عددا من الشبان واستدعت آخرين، حيث عرف من بين المختطفين الأسير المحرر طاهر ديرية والاسير المحرر بلال طقاطقة.

ورغم كل ما يشهده أبناء حماس بالضفة من ممارسات أجهزة السلطة والاحتلال عليهم، إلا أنهم يحتفلون بذكرى انطلاقتهم قدر استطاعتهم، فعبارات التهنئة بانطلاق الحركة عمت صفحاتهم على فيس بوك، فيما توشح طلبة الجامعات بالأخضر، كما تعالت أناشيد المقاومة في الطرقات، ورفعت الرايات في عدة مدن وقرى، لكنها ما لبثت إلا أن صودرت ولوحق رافعوها.

كما تابع أهالي الضفة المحتلة عرض كتائب القسام في قطاع غزة بشغف، وكلهم فخر بما قدمه ويقدمه من مفاجآت وقوة ترهب قلوب أعدائهم، وقلوب كل متربص بالمقاومة.

اخبار ذات صلة