اعتاد المواطنون على خرق "إسرائيل" لوقف إطلاق النار المعلن بين المقاومة والاحتلال بعد حرب غزة الأخيرة برعاية مصرية، لكّن صباح الأربعاء حملَ في جعبته تطورات خطيرة بعد استشهاد مقاوم قسامي بقصف "إسرائيلي" شرق خانيونس جنوب قطاع غزة.
ولم يكن أمر إطلاق النار أمرًا جديدًا، لكّن الجميع فوجئ بكثافة النيران التي انهمرت مع وابل من القذائف صوب منطقة خزاعة أقصى شرق المدينة في مشهد أعاد للمواطنين أجواء الحرب من جديد.
واستشهد المقاوم القسامي تيسير يوسف السميري بعد اصابته بجروح خطيرة بعد استهداف الاحتلال لنقطة رصد تابعة لكتائب القسام شرق بلدة القرارة شمال شرق خانيونس.
مصادر أمنية قالت لـ "الرسالة نت" إن جيبات عسكرية "إسرائيلية" توغلت داخل أراضي القطاع وأطلقت النار صوب مواطنين في بلدة خزاعة، مع وابل من القذائف، ما استدعى ردَّ المقاومة الفلسطينية التي تصدّت للقوات المتوغلة.
المقاومة الفلسطينية لجمَت تلك القوات التي حاولت أن تستبيح المنطقة، فقد زعمت القناة العبرية العاشرة أن قوة عسكرية تعرضت لإطلاق النار على حدود خانيونس، وذلك بعد تقدمها نحو أراضي المواطنين.
ولم تقف الحادثة عند هذا الحد حيث قنصت المقاومة جنديا "إسرائيليًا" من القوات المتمركزة على الحدود، وقد أصيب بجراح ما بين متوسطة الى خطرة، بعد أن أطلقت المدفعية بمشاركة سلاح الجو "الإسرائيلي" قذائف نحو منازل المواطنين واستشهد القسامي السميري.
المنطقة الشرقية لخانيونس شهدَت أكثر عمليات الخرق الواضح لاتفاق التهدئة من الاحتلال، والجدير ذكره أن خانيونس آلمت الاحتلال حتى قبل حرب غزة الأخيرة، وليس ببعيد نفق "بوابة المجهول" الذي أوجع الاحتلال وقد تحوّلت إلى جحيم بفعل البعد الأمني الذي وصلت إليه المقاومة.
ورغم التزام فصائل المقاومة بالتهدئة إلا أن الاحتلال لا يزال يُمعن في انتهاك الأراضي الفلسطينية، ومنع المزارعين من العمل بحرية في أراضيهم القريبة من الحدود.
ويبدو أن الاحتلال يستسهل عمليات اختراقه للتهدئة، إلا أنها عمليات بمثابة جرائم خاصة بعد الاتفاق، وقد حمّلت كتائب القسام في بيان لها الاحتلال المسئولية الكاملة عن هذا التصعيد وجميع تبعاته.
إسماعيل رضوان القيادي في حماس قال لـ"الرسالة نت"، إن هذا التصعيد خطير والاحتلال يلعب بالنار، وهو من يتحمل المسئولية الكاملة عن تداعياته.
ويعد هذا التصعيد "الإسرائيلي" في الجنوب شرارة جديدة تقترب من الفتيل المشتعل أصلًا، لكّن انفجار المنطقة قد يبدو في مقتربًا إن لم يتدخل أطراف المنطقة للتهدئة!.