سيدخل بايرن ميونيخ النصف الثاني من الموسم وهو يتصدر ترتيب الدوري الألماني "البوندسليغا" بفارق 11 نقطة عن أقرب ملاحقيه، وهو الأمر الذي تسبب بجدل حول غياب الاثارة والحماس في ظل هيمنة النادي البافاري.
ويبدو فريق المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا، إذ ما واصل مشواره على هذا المنوال وسط التفوق الفني الواضح، في طريقه إلى أن يصبح أول فريق يتوّج باللقب دون أن يتلقى أي هزيمة، وهو تمكن في عطلة نهاية الأسبوع الماضي خلال مباراته مع ماينز (2-1) من أن ينهي مرحلة الذهاب بفارق 11 نقطة عن ملاحقه فولفسبورغ وهو انجاز قياسي، اضافة إلى أن شباكه لم تهتز سوى 4 مرات في 17 مباراة, وهذا أمر لم يحققه أي فريق في السابق.
قدرات المنافسين
وفي ظل القدرات المحدودة لملاحقيه فولفسبورغ وباير ليفركوزن وبوروسيا مونشنغلادباخ وشالكة والتراجع المخيف في نتائج بوروسيا دورتموند المهدد بالهبوط إلى الدرجة الثانية، لا يبدو أن أحدا باستطاعته الوقوف بين "البافاري" واللقب الثالث على التوالي.
هذا الأمر دفع بالبعض إلى الحديث عن هيمنة البايرن وتأثيرها على الاثارة والحماس وعلى رأسهم مدرب ألمانيا السابق بيرتي فوغتس الذي تحدث عن حل متثمل بتقليل حجم عائدات النادي "البافاري" من النقل التلفزيوني وتوزيعها على الأندية الاقل شأنا ماديا بهدف رفع مستوى التنافس.
وتدفع شبكة "سكاي" حاليا 628 مليون يورو لنقل مباريات الدوري الألماني على الصعيد المحلي وتوزع هذه العائدات بنسب متفاوتة والبطل يحصل على الحصة الأكبر، وهذا دفع فوغتس إلى طرح فكرة إعادة النظر في نسبة الحصص لكن الاقتراح أثار حفيظة بعض اللاعبين.
ويعدّ البايرن من أغنى الأندية في العالم, وتمكن منذ فترة من تسديد القروض المتوجبة عليه جراء ملعبه الجديد "أليانز أرينا" وذلك قبل عشرات الأعوام من الموعد المحدد كما وصل رقم أعماله في الموسم الماضي إلى 528.7 مليون يورو، بينها 16.5 مليون يورو كربح لخزينته.
رحيل النجوم للبايرن
والمشكلة التي تواجه الأندية المنافسة لبايرن في الدوري المحلي أنه ليس باستطاعتها الاحتفاظ بنجومها ومنعهم من الالتحاق بالنادي "البافاري" على غرار بوروسيا دورتموند الذي توّج بطلا عامي 2011 و2012 وحلّ ثانيا الموسم الماضي ثم وجد نفسه هذا الموسم يصارع من أجل البقاء في دوري الأضواء بعد أن فشل في تعويض رحيل نجميه الألماني ماريو غوتزة والبولندي روبرت ليفاندوفسكي إلى منافسه العملاق.
وتطرّق مدرب دورتموند يورغن كلوب إلى الوضع القائم حاليا في ألمانيا ناصحا المشجعين: "أي شخص يريد أن يكون فريقه ناجحا وحسب فليس أمامه سوى وجهة واحدة وهي أن تكون مشجعا لبايرن ميونيخ".
وكان كلوب أول شخص يحذّر من هيمنة البايرن وتأثيرها على الدوري في أيار/مايو 2013 قبل وصول غوارديولا إلى منصبه خلفا ليوب هاينكيس وعشية المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا التي حسمها "البافاري" على حساب مواطنه (2-1).
وتساءلت وسائل الاعلام الألمانية حينها عن التشابه بين دوري بلادها والدوري الإسباني الذي يحتكره الثنائي العملاق ريال مدريد وبرشلونة، فجاء رد كلوب بأنه يتوقع مصيرا مشابها للدوري الاسكتلندي عوضا عن الإسباني، حيث فرض سيلتيك هيمنته المطلقة بعد رحيل رينجرز عن الدرجة الأولى بسبب تصفيته نتيجة أزمته المالية عام 2012.