ذكر موقع "وللا" الإخباري مساء أمس، أن محافل التقدير الاستراتيجي في إسرائيل تعكف حالياً على دراسة التداعيات المتوقعة للتقارب بين قطر ومصر، وتأثيراته المختلفة على البيئة الفلسطينية، سيما على سلوك حركة حماس.
ونقل الموقع عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إنه يتوقع على نطاق واسع أن يسفر التقارب المصري القطري عن تحسين فرص البدء بمشاريع إعادة إعمار قطاع غزة، مما قد يفضي إلى إحلال الهدوء في الجبهة الجنوبية.
ونوهت المصادر إلى أن هناك مخاوف من أن يفضي الواقع الجديد في المدى البعيد إلى عودة التقارب بين "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس وبين إيران، مما يزيد من فرص انفجار الأوضاع مجدداً.
ونقل الموقع عن مصدر كبير في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي قوله: "ما حدث مؤخراً يمثل تحولاً استراتيجياً كبيراً، وسيفضي إلى تغيير البيئة الإقليمية لإسرائيل، وسيمر وقت حتى تتبين تداعياته المختلفة، مشدداً على أن النقطة الأهم بالنسبة لإسرائيل تأثير هذا التحول على حركة حماس وتوجهاتها.
واستبعدت المصادر أن تقدم قطر على اتخاذ خطوات ضد حركة حماس، في أعقاب التقارب من مصر، مشيراً إلى أن عبد الفتاح السيسي هو الذي أقدم على خطوة تصالحية تجاه قطر عندما أقال مدير المخابرات العامة المصرية محمد التهامي، الذي يتبنى موقفاً متشدداً من حركة حماس.
ونوهت إلى أن هناك ما يدلل على أن استمرار العلاقة بين قطر وحماس لن يزعج النظام المصري، على اعتبار أن كل ما يعني هذا النظام هو التصدي للإخوان المسلمين.
من ناحية ثانية، ذكرت صحيفة "ميكور ريشون" في عددها الصادرـ الأحد، أن التقارب القطري المصري لا يقلص من قيمة التعاون الاستراتيجي الذي يصر السيسي على تواصله مع إسرائيل.
وأعادت الصحيفة للأذهان حقيقة أن التعاون الأمني بين إسرائيل ومصر شهد تطوراً غير مسبوق مع صعود السيسي للحكم، علاوة على أن السياسة التي ينتهجها النظام في سيناء تتلاءم مع المصالح الاستراتيجية لإسرائيل، مشيرة إلى أن أكبر إنجاز أفادت منه، تمثل في نجاح السيسي بإغلاق الأنفاق بين سيناء وقطاع غزة.
وأوضحت الصحيفة أن إدراك إسرائيل لعمق كراهية السيسي لحركة حماس، جعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يفوض السيسي تحديد الشروط والظروف التي يتم إنهاء الحرب الأخيرة على أساسها.