غزة/ أمينة زيارة
اعتبر الداعية صادق قنديل المحاضر في كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية أن شهر رمضان فرصة طيبة لتعميق مبدأ التكافل الاجتماعي الذي يعد من الأمور الواجبة في الإسلام والإنسانية, لأن مساعدة الفقراء والمحتاجين وتلبية مستلزماتهم الأساسية هو واجب أخلاقي وإيماني وإنساني حثت عليه كل الشرائع السماوية.
وقال الداعية قنديل: إن التكافل الاجتماعي يظهر بأوسع أبوابه في شهر رمضان الكريم حيث يساعد الغني الفقير كما تتكافل العوائل من خلال تبادل الطعام بين الجيران وهذا ظهر جلياً بين أبناء الشعب الفلسطيني الذي يعاني الحصار والتضييق، وأضاف: هناك بعض العوائل تقيم مائدة إفطار مشتركة وهكذا تتناوب العوائل خلال الشهر بموائدها التي تسهم في تعميق أواصر العلاقات والمحبة والتعاون".
ويشير قنديل الى ان المسلمين في شهر رمضان المبارك يتسابقون على فعل الخير للقيام بالواجبات الاجتماعية التي يتضاعف أجرها عند الله أضعافا مضاعفة ومثل هذه القيم التكافلية تظهر بصور مختلفة كزكاة الفطر التي فرضها الله على أموال المسلمين لتأمين حاجة المعدمين الفقراء عن الحاجة والسؤال، مؤكدا على أن الإسلام جعل من مبدأ التكافل الاجتماعي مصدراً لإحياء رابطة الأخوة في هذا المجتمع حيث قال تعالى: "إنما المؤمنون أخوه" ولا أخوه بدون تكافل.
وأوضح أن الإسلام يدعونا للتكافل الاجتماعي في كل الأوقات وأرقى صور التكافل في شهر رمضان حيث قال عليه السلام: "يا أبا ذر إن صنعت مرقاً فأكثر ماءها وابعث لجيرانك" فشهر رمضان فيه معان سامية خاصة بالإحساس بالآخرين فالغني يشعر بالفقير الجائع والقوى بالضعيف الضائع، ورمضان شهر التكافل بدليل أن الله عظم من أجر العبادات والصدقات والزكوات وصلة الأرحام فيه،
وتنابع الداعية قنديل: لعل هذا الشهر الكريم لما له من فضائل كثيرة يكون عوناً لنا على أداء الحقوق الاجتماعية التي نسيناها أو تغافلنا عن القيام بها خلال أشهر السنة معتذرين بكثرة المشاغل والأعمال الدنيوية التي لا تنتهي كصلة الأرحام.
وبين صور التكافل الاجتماعي قائلاً: تتلخص في زيارة الوالدين والبر بهما لما له من الأجر العظيم والثواب، صلة الرحم والأقارب والصدقة على المحتاج منهم، تفقد الجيران وزيارتهم والتعرف على أحوالهم وظروفهم، ومساعدة الفقراء والمساكين والأرامل واليتامى والنظر في حاجاتهم.