لندن – الرسالة نت
كشفت صحيفة صنداي تايمز البريطانية أن إسرائيل ستوفد أبرز مسؤوليها العسكريين الإستراتيجيين إلى الصين هذا الأسبوع لإقناعها بأنها جادة في خططها لضرب المنشآت النووية الإيرانية إذا فشلت العقوبات الدولية في منع طهران من تطوير أسلحة نووية.
وقالت الصحيفة إن الزيارة هي جزء من جولة من الدبلوماسية المكثّفة بين الصين وإسرائيل فاجأت الكثير من المراقبين، وتأتي بعد بروز مؤشرات على أن بكين قد تدعم قريبا فرض عقوبات اقتصادية أكثر صرامة على إيران في مجلس الأمن الدولي، بعد أن كانت تقاوم من قبل مثل هذه الخطوة.
وأكدت الصنداي تايمز أن رئيس مديرية التخطيط في الجيش الإسرائيلي اللواء عامير إيشيل سيتوجه إلى بكين هذا الأسبوع لتحذيرها من عواقب العمل العسكري الدولي، ولا سيما احتمال تعطل إمدادات النفط التي تعتمد عليها الكثير من الصناعات التحويلية الصينية والدولية، وإبلاغها بأن العقوبات الصارمة هي أهون الشرين.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل كانت قد أوفدت الشهر الماضي إلى بكين رئيس استخباراتها العسكرية اللواء عاموس يادلين مع أحدث المعلومات حول التقدم الذي أحرزته إيران على طريق صنع قنبلة نووية، يعتقد بعض الخبراء أن بإمكانها إنجازها في وقت لاحق من هذا العام حسب الصحيفة.
ونسبت الصنداي تايمز إلى مصدر لم تكشف عن هويته قوله إن اللواء يادلين حصل على إذن شخصي من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للكشف عن دليل جديد للموساد حول التقدم الذي وصلت إليه إيران على صعيد اختبار الرؤوس النووية الحربية وتخصيب اليورانيوم وتحميل صواريخها من طراز (شهاب) رؤوسًا نووية.
وذكرت الصحيفة أن الصين في خطوة نادرة واستثنائية أوفدت جنرالا إلى تل أبيب الأسبوع الماضي لتفقد القدرات الهجومية لسلاح الجو الإسرائيلي، بعد توتر علاقاتها مع إسرائيل منذ انهيار صفقة لتصدير طائرات الإنذار المبكر الإسرائيلية الصنع إلى الصين عام 2000 بسبب الضغوط الأميركية.
وقالت الصحيفة إن إيران أوفدت الأسبوع الماضي كبير مفاوضيها النوويين سعيد جليلي إلى بكين لتحذير سلطاتها من أن دعمها فرض عقوبات جديدة على طهران قد يكلفها غاليا، لكون الصين تعتمد على إيران بوصفها موردا للنفط وشريكا تجاريا.
وأكد جليلي في تصريحات عقب مباحثاته في بكين أنه جرى الاتفاق على أن "أدوات مثل العقوبات قد فقدت فعاليتها"، لكنه حين سئل عما إذا كانت الصين ستدعم عقوبات ضد بلاده، قال إنه "سؤال متروك للصين كي تجيب عنه".
ونوهت الصنداي تايمز إلى أن السعودية -أكبر مصدّري النفط الخام إلى الصين- وعدت مؤخرًا بتزويد الأخيرة بكل احتياجاتها من النفط بأسعار أرخص من إيران مقابل دعم العقوبات المقترحة ضد طهران.
يذكر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما حث نظيره الصيني هو جينتاو على العمل معا للضغط على إيران بسبب أنشطتها النووية لكن الرئيس الصيني لم يلزم نفسه بفرض عقوبات جديدة على طهران، وذلك خلال محادثة هاتفية مطولة جرت بين أوباما وجينتاو قبل يومين.
وتعارض الصين التي تملك حق النقض (الفيتو) في قرارات مجلس الأمن فرض عقوبات جديدة على إيران. وسيزور الرئيس الصيني واشنطن الأسبوع المقبل لحضور مؤتمر أمني حول السلاح النووي دعا إليه الرئيس الأميركي.