غزة /لميس الهمص
على جسديهما الصغير التفت أجهزة التنفس وأسلاك لضبط نبضات قلبيهما ، في احدى زوايا حضانة مستشفى مبارك بمجمع ناصر الطبي ترقد الطفلتان "ريتال وريتاج" بجسديهما الملتصق داخل حضانة واحدة.
حالة من الذهول أصابت والدي الطفل والطاقم الطبي بعدة ولادة الأم للتوأم الملتصقين "السيامي" كأول حالة في الأراضي الفلسطينية .
الأم غلبها البكاء وهي تنظر لطفلتيها في حالة عجز أصابتها عن فعل شيء لهما ، الزيارة الوحيدة التي استطاعت الأم خلالها رؤية توأمها بسبب وضعها الصحي الصعب بعد الولادة القيصرية قضتها الأم في البكاء لتغادر بعدها المشفى.
وتقول والدة التوأم ميرفت أبو عاصي :"حتى لحظة الكشف على رحمي قبل الولادة لم يتضح للفريق الطبي وجود أيه مشاكل في حالة التوأمين حتى أثناء متابعتي للحمل خلال الأشهر التسعة".
وتضيف: في بداية حملي وحتى الثلاثة أشهر الأولى كان التشخيص الطبي أني حامل بجنين واحد فقط ولكن بعد الشهر الخامس تبين أنني حامل بتوأم في كيس حمل واحد وكان وضع التوأم الطبي ووزنهما طبيعي حتى جاءت ساعة الولادة .
وبلهجة مصرية غلب عليها الحزن تتحدث بأنها بعد استفاقتها من البنج وعند سماع الطاقم الطبي يتناقش في الحالة أصابتها الصدمة ولم تستوعب الأمر.
الأب ياسر أبو عاصي 29 عاما المهندس العاطل عن العمل منذ أربع سنوات بدت عليه حالة من التخبط, فوصف الحدث بالغريب حيث ذهل منه الطبيب فكيف بحاله هو وزوجته .
ويشتكي أبو عاصي من حالة الغموض التي تلف العديد من الأحداث حوله فموعد سفره غير واضح حتى اللحظة وسفر الأم لازال صعبا، كما أن قصور الأجهزة الموجودة في القطاع لتشخيص حالة توأمه تجعل جميع المعلومات حوله غير كافيه.
وبين أن كل من التوأمين يمتلك هيكلا عظميا مستقلا كما أن الأعضاء الداخلية لديهما مكتملة لكن يحتمل الأطباء الاشتراك في جدار القلب الخارجي وهذا يمكن التعامل معه.
ويخشى أن تتكرر مأساة عائلته بأن تفرقها الحدود كما حدث معه أول سنوات زواجه فكانت زوجته المصرية وولداه اللذان يحملان الجنسية المصرية يقطنان في مصر وهو في غزة ، مرجعا سبب ذلك لفقدان زوجته للهوية الفلسطينية واقتصارها على الجواز المصري حتى اللحظة .
الأب الذي حرم من الوظيفة لعدم تمكنه من جلب شهادته من مصر بسبب تراكم الرسوم عليها تزوج من مصرية لينجب منها طفلا وطفله في الثانية والثالثة من العمر يناشد بتسهيل خروج عائلته لإجراء العملية لتوأمه.
أما الأم فناشدت الرئيس المصري حسني مبارك بالسماح لها بالسفر هي وأسرتها ومن ثم ضمان عودتها للقطاع ، وإلا سيصبح حالهم مأساويا لأن الأب والتوأم يحملان الجنسية الفلسطينية أما الأم وابنيها فيحملان الجنسية المصرية وهذا ماسيشتت العائلة .
وتشير الأم الى أن السلطات السعودية قبلت باستقبال التوأم وطلبت بوجود الأم معهم لكن حتى اللحظة لا ضمانات لخروجها ، مبينة أن جميع أفراد الأسرة مستعدين للسفر وفي حال استلم الأب جوازه ولم يسمح للام سيسافر وحيدا مع التوأمين.
من جانبه قال طبيب الحضانة مروان أبو دقه :"إن الطفلين في حالة مستقرة وفي انتظار فصلهما في مركز متخصص كون القطاع يفتقر لمراكز جراحية متقدمة للتعامل مع حالة هذا التوأم.
وأوضح أنه من السهل نجاح عملية الفصل لهما خاصة أن حالتهما مستقرة والأعضاء الداخلية لهما منفصلة تماما باستثناء الأمعاء ، مبينا أن مشافي قطاع غزة لا يمكن لها أن تقدم حلا لهذه الحالة النادرة ولا يوجد مركز متخصص في الشرق الأوسط لعلاج هذه الحالات سوى في المملكة العربية السعودية.
ولفت إلى أنهم حتى حالة الولادة لم يكتشفوا أمر التوأمين حتى تفاجأ الطاقم الطبي بالطفلتين بعد الولادة ، مبينا أن سبب الحالة يعود إلى طفرة جينية لم تحدث انفصالا تاما للجسدين .
يذكر أن الحرب الأخيرة على غزة تسببت بالعديد من حالات تشوهات الأجنة التي سببتها قنابل الفسفور والمركبات الكيمائية التي استخدمت خلالها.