قائمة الموقع

في مطلع 2015.. حماس من "أزمة العلاقات" الى كسر قيود المقاطعة

2015-01-01T21:39:42+02:00
رئيس المكتب السياسي لحماس في زيارة لتركيا
الرسالة نت- محمد هنية

انهت حركة حماس عام 2014م وقد شهدت حلحلة على صعيد علاقاتها الخارجية، بعد عام يمكن اعتباره الأكثر جمودا في علاقاتها مع المجتمع المحلي والاقليمي والغربي.

 وبدأ الانفراج في علاقات حماس الخارجية، مع أول زيارة رفيعة المستوى قام بها وفد قيادي منها إلى طهران يوم الثامن من ديسمبر في محاولة لاستئناف الدعم المالي والعسكري الإيراني للحركة.

ووصف أسامة حمدان مسؤول العلاقات الخارجية في الحركة الزيارة حينها بالمثمرة، وأكد ان العلاقة بين الجانبين أفضل مما يتصوره الكثيرون، وجاءت الزيارة لتعزيز العلاقات الممتدة بينهما منذ 24 عاماً.

 قفزة نوعية

زيارة طهران أعقبتها مفاجأة إعلامية جاءت على لسان أبو عبيدة النطاق باسم كتائب القسام، حين وجه شكرا لإيران في مهرجان انطلاقة حماس يوم الرابع عشر من ديسمبر الماضي، لدعمها حماس بالمال والسلاح، وإمدادها بالصواريخ، والقذائف المضادة للدبابات.

تأتي هذه التطورات في علاقة حماس بطهران، وهي الحليف الاستراتيجي السابق، في ظل تأكيد خالد القدومي ممثل حماس في طهران في تصريح سابق "للرسالة"، بوجود زيارة مرتقبة من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل لطهران، غير أن مشعل قال في تصريحات اعلامية: "إن زيارتي لإيران ستكون ضمن ترتيباتها الطبيعيّة.

التحول في علاقة حماس مع طهران والذي تم الكشف عنه في وسائل الإعلام، هو احد ثمرات الحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة، بعد أن أثبت حماس أنها رقم صعب في المعادلة الفلسطينية، وقادرة على ضرب الاحتلال في مقتل، حسب ما صرح به أحد قيادات حماس والذي فضَّل عدم الكشف عن اسمه.

وأضاف: "الأيام المقبلة ستحمل الكثير من المفاجآت على صعيد علاقات حماس الخارجية، مع دول أنشأت علاقات جديدة معنا، وأخرى أعادت الدفء للعلاقات بيننا، ودول أخرى رفعت من مستوى العلاقة.

 حوار مع الغرب

تطور آخر في علاقات حماس الخارجية، يمثل انفراجا وتحديا في ذات التوقيت لها، والمتمثل بقرار المحكمة العامة للاتحاد الاوروبي رفع اسمها من قائمة المنظّمات الإرهابيّة، في 17 ديسمبر، بعد 11 عاماً (عام 2003) من وضع الاتّحاد الأوروبيّ لها على القائمة.

وفور صدور القرار الأوروبيّ القابل للاستئناف، تسارع قادة حماس للترحيب به، وعلى رأسهم رئيس المكتب السياسيّ لحماس خالد مشعل، الذي اعتبر أنّ القرار خطوة في الاتّجاه الصحيح، وتصحيحاً لخطأ سابق، لأنّ وضع حماس في الماضي على قائمة الإرهاب لم يستند إلى حقائق موضوعيّة، وقد تعارض مع حقّ الشعوب في مقاومة الاحتلال.

واعتبر القيادي في حركة حماس باسم نعيم، أن "القرار الغربي جاء بعد ادراك العالم أن حماس رقم صعب وأن أي حل للقضية الفلسطينية لا بد لحماس أن تكون جزءا منه".

وقال: "رغم أن القرار قضائي بحت، لكنه يزيل الحرج عن دول أوروبية ترغب بالحوار مع حماس، لكن وضع حماس على قائمة الارهاب عرقل الأمر".

وكشف عن وجود قنوات اتصال بين مسئولين غربيين ومسئولين في الأمم المتحدة مع حركة حماس في الفترة الأخيرة، حيث دارت فحوى الاتصالات حول وضع الحركة داخليا وخارجيا، وعن مواقف حماس إزاء عدة قضايا.

لكن حماس على ما يبدو بدأت حِراكاً لتعزيز القرار في الأروقة الأوروبية ومساندة ترجمته الى افعال، ولصد محاولات الطعن فيه، في ظل تسارع نشاط اللوبي الصهيوني الذي يضغط في اتجاه الطعن بالقرار، والذي شكل صفعة قوية له.

المسئول في حماس والذي رفض الكشف عن اسمه سابقا، علق على القرار الأوروبي بالقول: "إنه سيدفع الدول التي تحظر حماس لرفعها من قائمة الحظر، وسيقطع الطريق على كل من يحاول عزل الحركة"، وأكد على ما قاله نعيم مشيرا الى امكانية فتح هذه الدول أبوابها على العلن بعد القرار الأخير.

عام الانفتاح

وتأتي التطورات في أواخر عامٍ شهد تراجعا في انفتاح حماس وعلاقاتها على المستوى الدولي، هذا التراجع أسبابه خارجة عن ارادتها كما يقول المطّلع على العلاقات الدولية لحماس باسم نعيم، والذي فسر الأسباب بالقول: "إنها متعلقة بالتطورات الاقليمية وما تشهدها الدول العربية من تقلب في أنظمتها الحاكمة، لكن هذا لم يؤد الى قطيعة مع كافة الدول العربية، بل تراجعا في حميمية ودفء العلاقات بيننا وبينهم.

رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط جواد الحمد، أكد أن عام 2014 لم يكن الأفضل لحركة حماس، حيث تعرضت لإشكاليات وأزمات بعضها امتداد لما سبق والبعض جديد على اعتبار وجود فوضى في الاقليم العربي والدولي وفقدان للبوصلة السياسية الدولية.

ويرى بأن بعض اللوم في أزمة العلاقات يقع على الظرف الاقليمي وبعضه على الحركة.

غير أن التحولات الجديدة في علاقات حماس الخارجية تحتاج منها الى دراسة دقيقة، مصحوبة بمبادرات جديدة لإنشاء علاقات مع دول كانت على خلاف معها، وإن احتاجت الى تقديم بعض التنازلات المدروسة بحسب الكاتب الحمد.

لكنه توقع أن يحمل العام المقبل بشائر وتطورا مهما على صعيد علاقات حماس الخارجية بفعل أدائها واداء غيرها، خاصة أن المواجهة القوية التي خاضتها في غزة وأظهرت قدرتها الفائقة، مقابل اجرام الاحتلال، والمستوى الحضاري للمقاتل الحمساوي، مقابل الانحطاط الاخلاقي للمقاتل الاسرائيلي، ألقى بظلال ايجابية للحركة في الشارع الأوروبي وأدى الى احداث ضغط مدني، مما دعا المحاكم الأوروبية إلى إعادة النظر في الحركة وكان من ثمار ذلك قرار رفع حركة حماس من قائمة الارهاب.

وقال الحمد: "المطلوب من حماس القيام بمبادرات متماسكة وموحدة من غزة والضفة والخارج دون تردد او تعجل، لاستثمار ما تملك من قوة في تطوير علاقاتها الخارجية".

وأكد أن على حماس إعادة النظر في خطابها السياسي، وألا تتعامل مع الواقع بجمود يؤدي الى تآكل علاقاتها، وعليها أن تكون جريئة في طرحها السياسي بما يناسب الواقع العربي الجديد.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00