طوفان نحو التحرير طوفان نحو التحرير

بعد أن كانت بالمظاهرات والشهداء

إحياء المناسبات الوطنية بالضفة.. بنكهة دايتونية

الضفة الغربية- الرسالة نت  

عروض راقصة، ندوات، لقاءات، شعارات، مسرحيات، وقوف لدقيقة صمت وكلام بكلام.. هذا هو الأسلوب الأمثل الذي أراد دايتون تطبيقه في الضفة في فعاليات إحياء المناسبات الوطنية المختلفة التي يحتفل بها الشعب الفلسطيني على مدار نكبته، ابتداء من يوم الأرض ومرورا بيوم الأسير وذكرى النكبة والنكسة وغيرها من الذكريات الأليمة التي مرت على هذا الشعب.

فبعد أن كانت تروى الأرض بدماء أحبتها في يومها من كل عام، ويخرج الآلاف من طلبة الجامعات والمدارس في مسيرات غاضبة باتجاه نقاط الاحتكاك مع قوات الاحتلال، فيرتقي الشهداء ويزفون للحور العين، أضحت الأرض تبكي غياب خطوات المجاهدين وأزيز رصاصهم ودوي قنابلهم الموجه لصدور الأعداء، وأصبح إحياء يوم الأرض مناسبة لترديد الكلمات والشعارات الجوفاء فقط.. إن وجدت أصلا!.

 فعاليات شعبية مُغَيبة

المواطنون بالضفة الغربية وفي حديثهم مع "الرسالة" ترحموا على أيام لا تنسى من تاريخ الضفة، فالشاب "ص.ن" "28 عاما" أخذ يسترجع السنوات التي مرت وكيف كان يشارك بفعاليات الانتفاضة وفي إحياء المناسبات الوطنية المختلفة وقال:"قبل سنوات كان الاحتفال بذكرى يوم الأرض فرصة ينتظرها الكبار والصغار في المدارس والجامعات، الكل يتجه نحو مركز المدينة في مسيرات غاضبة ومن ثم نتوجه للحواجز المحيطة بالمدينة أو القرى وتندلع المواجهات مع الجنود هناك".

ويضيف:"لقد ارتقى العديد من الشهداء وسقط الجرحى في تلك المواجهات، كان الاحتلال يتكبد الخسائر أيضا بالحجارة والزجاجات الحارقة، فهي على بساطتها مقارنة مع أسلحتهم إلا أنها ترعبهم وتجبرهم على الرحيل والانسحاب، ولا يجرؤ أي جندي على النزول من الجيب".

أما الشاب "خ.ق" 25 عاما فيقول:"كم تألمت عندما مرَّ يوم الأرض هذا العام والذي قبله دون أن يكون هناك أي فعالية جماهيرية حقيقية لنصرة هذه الأرض المباركة التي رواها الشهداء بدمائهم".

ويشير:"استشهد أحد أعز أصدقائي في يوم الأرض بداية الانتفاضة، والآن سلطة رام الله تحاول بكل الطرق أن تنسينا تضحيات هؤلاء الشهداء وتحاول أن تصور الوضع بالضفة وكأننا حصلنا على حقوقنا وأن أرضنا لا تهود ولا يوجد استيطان ولا مصادرة للأرض".

قتل الروح الجهادية

من جانبه عبّر الفتى "م.ج" الطالب في الصف العاشر عن خيبة أمله من عدم قيام مدرسته بأي فعالية بمناسبة يوم الأرض، وقال:"مرَّت ذكرى يوم الأرض كأي يوم آخر في السنة، ولم تخرج حتى فرقة الكشافة في استعراض مع بقية الفرق الكشفية في المدارس الأخرى في استعراض كبير كما كان يحصل من قبل، حيث كنا نخرج في مسيرات مع كل المدارس".

ويضيف:"اكتفت المدرسة يومها بإلقاء أحد الطلبة كلمة قصيرة لا تتجاوز الدقيقتين بمناسبة ذكرى يوم الأرض، وبعدها دخلنا لصفوفنا وكأن أمرا لم يكن..!".

ولا يقتصر الأمر على مرور ذكرى يوم الأرض كأي يوم آخر في الضفة الغربية، حيث تمضي الأيام والذكريات الدينية والوطنية دون أن يُحتَفى بها ودون أن تعطى حقها، فتمضي  ذكرى استشهاد الياسين والرنتيسي والجمالين وغيرهم من القادة العظام دون أن يُسمح لأحد بأن يرفع صورهم أو القيام بأي فعالية لتخليد ذكراهم.

ويؤكد مراقبون أن سلطة رام الله تهدف إلى نزع الروح الجهادية والنضالية، وتبديلها بمظاهر أخرى تدعم فكرة "السلام" مع الاحتلال، وتدفع باتجاه نبذ "العنف" وتأييد نهج المفاوضات التي ثبت فشلها مرات ومرات.

إلا أن كل محاولات دايتون وفياض في الضفة في استئصال الروح المقاومة من أهالي الضفة يثبت فشلها يوما بعد يوم، حيث تعاظم إدراك المواطن البسيط لمدى الانحدار التي وصلت إليه أجهزة فتح بقيادة دايتون، وأضحى كل طفل وشيخ وكهل في الضفة يردد "سيأتي اليوم الذي تدوس فيه نعالنا أذناب الاحتلال وعملائه".

البث المباشر