غزة-محمد أبو قمر
تتلقف الهيئة الإدارية لنقابة الصحفيين المفرزة في الضفة المحتلة التهاني والتعازي التي تنشرها الكتل الصحفية لزملائهم وتسارع لإعادة نشرها من جديد عبر البريد الالكتروني .. ربما ذلك الانجاز الوحيد الذي حققته انتخابات النقابة في الضفة التي مر عليها شهران وقوقعت نفسها لتكون مجرد وكالة إعلانات دون الالتفات لهموم ومشاكل الصحفيين.
ولا زال الترقب في أوساط الصحفيين لما ستفضي عنه تحركات المجموع الصحفي ضد الانتخابات التي جرت في الضفة المحتلة، لاسيما عقب الاستقالات المبكرة من بعض أعضاء الهيئة الإدارية للنقابة احتجاجا على ما يدور في أروقتها.
بانتظار الاتحادين
وينتظر الصحفيون موقف كل من الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب مما دار في أروقة النقابة، وذلك بعد رفعهم لمذكرة موقعة من عدد كبير من الصحفيين الى الاتحادين تكشف التزوير والتجاوزات التي حدثت في الانتخابات.
وكان الاتحاد الدولي للصحفيين قد اجتمع في وقت سابق وأجل قراره بشأن نقابة الصحفيين الفلسطينيين لوقت لاحق ، فيما قال زكريا التلمس عضو مجلس إدارة النقابة السابق في مقال له بأنه قريبا جدا ربما يعلو صراخ المزيفين لانتخابات نقابة الصحفيين الفلسطينيين عاليا, فيما يسود الأمل بين الصحفيين وكل أبناء البشر العاديين المحكومين بالقوانين والأخلاق والذين يريدون الحقيقة وليس غيرها.
وأضاف: "كثير باتوا يخشون من أن يصبح الفساد والزيف والتمييز سنة تحكم حياتنا ولذلك فهم يتوقعون من اتحاد الصحفيين العرب أن يبحث ما جرى في نقابة الصحفيين الفلسطينيين, وربما بالعمل على الحصول على شهادات حية قبل الإعلان عن موقف واضح وصريح".
ووفق ما يتردد فان اتحاد الصحفيين العرب سيجتمع في تونس خلال الايام المقبلة ليبحث قضايا عدة أهمها ما جرى من تزييف في انتخابات نقابة الصحفيين الفلسطينيين والذي وصل الى حد التمييز غير المبرر بين الزملاء في الوطن الواحد .
وفي هذا السياق قال الصحفي فتحي صباح عضو مجلس إدارة المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية: " لا زلنا ننتظر موقف اتحاد الصحفيين العرب ، وعلى ما يبدو أن الاتحاد الدولي ينتظر موقف الصحفيين العرب للإعلان عن قراره بشأن ما دار في النقابة".
وعلمت "الرسالة" أن عددا من الصحفيين حاولوا مغادرة القطاع تجاه القاهرة لوضع اتحاد الصحفيين العرب في صورة وضع النقابة والتجاوزات التي جرت بداخلها لكن المصريين رفضوا بشدة، لكنهم سمحوا في ذات الوقت لأشخاص يمثلون المشاركين بالنقابة للسفر والالتقاء بالأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب.
تجاوزات
ويقول الصحفي عماد الإفرنجي رئيس منتدى الإعلاميين: " الجميع بانتظار موقف اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي من مسرحية الانتخابات التي جرت داخل نقابة الصحفيين بالضفة ، ونحن غير معنيين بالتساوق مع محاولات البعض لشخصنة الخلافات ", مضيفا " رغم عملنا الهادئ والديمقراطي إلا أننا ننتظر قليلا لحين صدور موقف اتحاد الصحفيين العرب".
من الجدير بالذكر أن الصحفيين كانوا قد وقعوا على مذكرة بالتجاوزات التي ارتكبها القائمون على انتخابات النقابة ،موجهة للاتحادين الدولي والعربي للصحفيين.
وبحسب الإفرنجي فإنهم سيتبعون المذكرة الأولى بمذكرة جديدة.
فيما سرد التلمس جملة من التجاوزات التي جرت داخل النقابة أبرزها أن كثيرا ممن قيل أنهم فازوا في الانتخابات من الضفة الغربية وقطاع غزة ليسوا أعضاء في نقابة الصحفيين ولا علاقة لهم بالصحافة أو الإعلام بحال من الأحوال .
كما أن بعضا ممن قيل لهم أنهم فازوا بالنقابة لم يرشحوا أنفسهم أصلا لهذه الانتخابات ولا علم لهم بتفاصيلها وبعضهم أحرج مما جرى غير انه ربما خاف من الإعلان عن الحقيقة واختار الاختباء وراء الصمت .
وأضاف التلمس " نقابات الصحفيين العربية تعرف حق المعرفة أن عدد أعضاء الهيئة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين جرى النفخ فيه وتكبيره وضم المئات منه في اللحظات الأخيرة (للتصويت) في هذه الانتخابات .
وبحسب التلمس فان الاتحاد يجب أن يعرف أن من بين من فازوا أشخاص زعموا أنهم صحفيون وهم راسبون في الإملاء ولا يمكنهم كتابة خبر صغير أو تقرير كبير.
ويقول: " حاولنا عبر أكثر من جهة في الضفة الغربية وقطاع غزة التوجه لرام الله لرفع قضية وتقديم طعن في انتخابات نقابة الصحفيين الأخيرة أمام محكمة العدل العليا إلا أن إرادة المتنفذين حالت دون ذلك" .
دون جماهير
ويشير ياسر أبو هين رئيس كتلة الصحفي الفلسطيني أن المباحثات بين الأطر الصحفية لا زالت قائمة ، وهناك بدائل سيتم طرحها ونقاشها للخروج بحل يضمن حق الصحفيين ومشاركة الجميع في النقابة.
وقال " ننتظر موقف اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي ، ولن نستبق الأحداث".
فيما أضاف الإفرنجي: "الواقع يقول أن مجلس النقابة لا زال يمارس الأخطاء التي وقع بها المجلس السابق، ويحكمهم الحزبية بالتعامل مع القضايا والانتهاكات ضد الصحفيين".
وأوضح الإفرنجي أنهم لم يسمعوا موقفا واضحا من قبل إفرازات النقابة بشأن المحاكمات العسكرية للصحفيين في الضفة المحتلة.
بينما رأى صباح أن نقابة الصحفيين رغم توليها مهامها منذ شهرين إلا أنها بمثابة وكالة إعلانية فقط تقدم التهاني والتعازي التي لا تشمل جميع الصحفيين، وقال: " لا يوجد أي نشاط للنقابة ونحن فاقدي الثقة في الأمانة العامة التي فرزت مؤخرا ، وهناك أعضاء من الأمانة استقالوا وآخرين يفكروا بالانضمام إليهم وهذا دليل على عدم ثقة الصحفيين بمن فرزتهم الانتخابات لاسيما أنهم لا يمثلون المجموع الصحفي".
ويبقى الصحفيون ينتظرون مواقف عربية ودولية تجاه النقابة التي سلبت من الصحفيين، ومصرون على إعادة النقابة لمسارها الصحيح لتمثل المجموع الصحفي.