غزة - ديانا طبيل
تنتشر ألبسة كتبت عليها عبارات باللغة الانجليزية أو اللاتينية أو العبرية غير المألوفة، مرتدو هذه الملابس لا يدركون معناها والتي تعبر بصورة صارخة عن الاختلاف الأخلاقي والثقافي بين مجتمعاتنا الإسلامية وما تعكسه هذه العبارات من ثقافة غريبة عنها، ومناقضة للأخلاق الإسلامية، وتسئ لشخص من يرتديها وتخدش حياءه دون أن يعلم.
دلالات عنصرية وإباحية
الطالبة آية المغربي من كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية تقول: مشكلة الشباب الغزى بصفة عامة أنه يقلد الغرب بطريقة عمياء بغض النظر عن مساعي الغرب في تفتيت بنية المجتمعات الإسلامية، لذا كثير من ملابس الأطفال والنساء والشبان عليها عبارات مختلفة المعاني ورسومات ذات دلالات عنصرية وإباحية وجنسية.
وتضيف: كثيراً ما نشاهد رموزا على ألبسة لا أحد يفقه معانيها فعلى سبيل المثال لا الحصر ملابس الأطفال بالعادة يوجد عليها (شعار الأرنب) والتي قد نظن للوهلة الأولى أنها عبارة عن رسمه عادية أو لعبة أطفال لكنها في الحقيقة علامة ماركة تجارية يعود ريعها لدعم المجلات الإباحية، كما أن هناك رموز كالجماجم والقواقع وحركات الايدى والتي نراها على ملابس الفتيات والاكسسورات والشنط وهى رموز لعبدة الشيطان .
وتطالب الشباب والفتيات الاهتمام بالحضارة والثقافة العربية والتعامل مع الثقافات الغربية بحذر.
أما الطالب حسن عودة " 21 عاما" فيقول: أرسل لي بعض أصدقائي من تركيا "تي شيرت"، مكتوب عليه عبارات باللغة الانجليزية، فارتديته و ذهبت به إلى الجامعة، حيث لاحظت انه لفت انتباه الكثيرين من طلبة الجامعة وأنا لا اعرف السبب، وحين رآني أحد زملائي أخبرني أن بلوزتي مكتوب عليها عبارة مسيئة جداً وهى " شاذ وافتخر "، فصعقت لمجرد التفكير بانطباع الناس عني.
ويضيف: منذ تلك الحادثة وأنا حريص كل الحرص على تفقد الكلمات المكتوبة على الملابس، والأدوات ،وكافة المنتجات، مؤكداً انه اكتشف مئات الرموز ،والكلمات التي قد نجدها في أماكن غير متوقعة ولا تخطر ببال أحد .
ضحية الرسوم
أما آلاء طلبة " 19 عاما " فكانت ضحية لبعض الرموز التي لم تكن تدرك معناها، وتقول عن ذلك: في احدى المرات اشتريت حقيبة مرسوما عليها بعض الجماجم بشكل جمالي وشبابي وارتديتها لفترة من الوقت، إلى أن صادفتني أحد الداعيات واخبرتنى أن شنطتى تحمل دلالة شيطانية، فرسومات الجماجم هي رموز لعبدة الشيطان .
وتتابع: صدمت لمجرد التفكير بذلك وعجبت كم منا يرتدي شعارات وعبارات على ملابسه أو قد يرتديها على سبيل أنها اكسسوارت وهو لا يدري ما تعني، والدافع من وراء ذلك هو مجرد تقليد لبعض المشاهير، أو لأن الفنانة تلك قد ظهرت بهذه الإشارة في فيديو كليب.
أما عن أشهر الكلمات التي تكتب على الملابس فهي على سبيل المثال لا الحصر (Take me خذني أو Follow me اتبعني ، Buy me اشترني ، أو Vixen امرأة سيئة الخلق، أو Cupid اله الحب ، أو كلمة بمعنى Tippler مدمن خمر، Zion بمعنى صهيوني.
أما أشهر العبارات ( I’m ready for sexual affairs بمعنى أنا مستعدة للزنا، كما تحمل أسماء مجموعة من العطور كـ "organism بمعنى قمة الإثارة ، و opiumبمعنى أفيون، وكلمة wild بمعنى متوحش وبدائي ،tramp بمعنى عاهرة) .
تخدش الحياء العام
من جهتها تقول الأخصائية الاجتماعية علا النورى: " كثيرا ما نصادف ملابس تحمل عبارات مختلفة ومتعارضة مع القيم والعادات والتقاليد وأحيانا مع الدين وفي بعضها تخدش الحياء العام ، حيث أصبحنا نشاهد الشباب والشابات يرتدون ملابس يكتب عليها بعض العبارات الغربية وهذا مرده إلى انتشار ثقافة المجتمع الغربي بما يحمله من قيم وعادات وسلوكيات تتعارض مع قيمنا المجتمعية والدينية ، ويكون الشباب هم الفئة الأكثر اندفاعاً وراء مثل هذا النوع من السلوك.
وتضيف النورى أن غياب الوعي لدى الأهل والمؤسسات التعليمية بخطورة هذه الدلالات من جهة وانبهار الشباب بالثقافة الغربية من جهة أخرى ساهم في انتشار هذه الثقافة، وقد ساعد في ذلك ظاهرة الانفتاح الإعلامي بما تحمله من فضائيات و انترنت.
وتضيف أن هوس الشباب العربي بالموسيقى الصاخبة واللباس الغريب وقصات الشعر الملفتة للنظر والألفاظ الدخيلة جميعها سلوكيات بسبب تدهور وهجر الثقافة العربية من قبل الكثير من الشباب لإحساسهم بأن الثقافة العربية لم تعد تشبع رغباتهم ولا تلبي فضولهم لمعرفة ما هو جديد، وأصبح لديهم ثقة بكل ما يصدره لنا الغرب بغض النظر عن ماهيته، مضيفة ظهور مثل هذه الثقافة مطبوعة على الملابس هي إحدى مظاهر أزمة الهوية التي كان للعولمة دور رئيسي في انتشارها، فصدرت ظواهر ثقافية غريبة عن مجتمعاتنا.
التصدي للظاهرة
من جهتها تقول الأخصائية الاجتماعية رائدة وشاح أن وجود هذه الظاهرة وغيرها من ظواهر التقليد الأعمى للغرب يعود لتقلص دور الأسرة في التوجيه والتربية فلم تعد الأسرة هي مصدر عادات وقيم الأفراد، وترك هذا الدور إلى وسائل الأعلام التي باتت تشكل رغبات الشباب وتحركها ، فما يصدر من سلوكيات وموضة وتقليعات ضمن أغاني الفيديو كليب يصبح هو المألوف وغيره مستهجن فلم تعد الأسرة تتدخل في اختيار لباس الشباب ، لان كثرة تعرض الوالدين أيضا لوسائل الأعلام وبالذات المحطات الغنائية جعلهم يتقبلون اختيارات أبنائهم.
ونصحت وشاح بضرورة التصدي لهذه الظاهرة من خلال توجيه الشباب للالتزام بتعاليم الدين وقيمه الإنسانية و التأكيد على أهمية اللباس حيث انه مظهر من مظاهر الانتماء وتعبير عن الالتزام بالهوية ، واكدت على ضرورة ابتعاد أولياء الأمور والمربين والشخصيات المؤثرة عن ارتداء مثل هذه الملابس بالإضافة إلى اهتمام وسائل الإعلام بإبراز الآثار السلبية لمثل هذه الممارسات.