غزة / ديانا طبيل
منذ عدة أسابيع عادت القوات "الإسرائيلية" المتمركزة على حدود قطاع غزة إلى تنفيذ غارات مدفعية على الأماكن الزراعية الفارغة من السكان، إلا أنها أعادت إلى سكان قرية وادي السلقا وسط القطاع ، الخوف والرعب من تجدد العدوان الاسرائيلى على كل ما هو فلسطيني، خاصة بعد عملية كتائب القسام البطولية شرق قرية الفراحين, سيما وان العدو درج على الانتقام بعد كل عملية للمقاومة الفلسطينية.
خوف حقيقي
رأفت عبد الحميد " 33 عاما " يقول لـ " الرسالة ": قوات الاحتلال دأبت منذ أسابيع على إطلاق القذائف والصواريخ في المناطق الفارغة وسط أراضي القرية، مضيفا إنهم بدأوا يشعرون بخوف حقيقي، خاصة أنهم لا يعلمون متى وأين ستسقط القذيفة، ما أجبر كثيرا من المزارعين على الامتناع عن الذهاب إلى حقولهم ومزارعهم القريبة نسبيا من الحدود .
وبين انه قبل أسبوع أطلقت قوات الاحتلال ثلاثة صواريخ في اتجاه أراض مفتوحة وسط القرية، أتبعتها الدبابات بقذائف أخرى سقطت في المناطق المجاورة مما أثار قلق وخوف سكان القرية.
أما المواطنة " أم عبد الله أبو والى " 45 عاما " فتقول: ما أن نسمع في نشرات الأخبار عن تعزيزات عسكرية على المنطقة الحدودية القريبة حتى نبدأ بأخذ الاحتياطات اللازمة فلا نذهب إلى أراضينا الزراعية ، ولا نبرح بيوتنا بعد صلاة المغرب تحسباً لاى عدوان محتمل .
وتضيف :"عندما تناقلت وسائل الأعلام خبر عملية الفراحين كغيرنا من الغزيين شعرنا بالفرحة الشديدة المصحوبة بتوجس شديد وعقبها سادت القرية أجواء من الخوف والذعر ، من شن قوات الاحتلال سلسلة من عمليات الدهم والتوغل على القرية بهدف الانتقام.
معاناة يومية
في حين يقول المزارع عثمان بريعم "56عاما" : منذ أسابيع لم نتمكن من الذهاب إلى أراضينا , فالآليات العسكرية موجودة على طول الحدود وغير معروف اى من الأوقات يمكنها إطلاق النار باتجاهنا، لذا لا يمكنني العناية بالمزروعات أو قطف الثمار.
ويضيف: تجدد الغارات الوهمية أعاد للغالبية العظمى من أطفالنا ونساءنا ذكريات الحرب والعدوان التي عشناها خلال عام 2009.
من جهته يقول عبد المهدي أبو مغصيب،رئيس بلدية قرية وادي السلقا،أن سكان القرية والغالبية العظمى من مزارعيها متضررون جداً من التصعيد الأمني و تأثيرات المنطقة الأمنية العازلة التي تقيمها قوات الاحتلال على أراضي القرية، فبحسب إعلان قوات الاحتلال يمنع على المواطنين الاقتراب إلى مسافة 300 متر غرب خط التحديد، إلا أنها عملياً تطلق النار على كل من يقترب إلى مسافة 800 متر،وهذا يعنى أن الكثير من الاراضى الزراعية القريبة هي مناطق يصعب الوصول إليها أو الاعتناء بها .
وأكد أبو مغصيب أن ما يقدر بربع مساحة القرية الزراعية غير مستغلة بسبب قربها من خط التحديد، حيث تتمركز دبابات الاحتلال على طول الشريط الحدودي ،لذا فالكثير من المزارعين ما زالوا خائفون من الذهاب إلى مزارعهم، مؤكداً أن السكان يدفعون بشكل يومي ثمن الجرائم التي ترتكب على أراضي القرية .
قلق شديد
من جهتها، دعت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، معربة عن قلقها الشديد إزاء التصعيد الأخير ، الذي يأتي في إطار مواصلة قوات دولة الاحتلال ارتكابها لجرائم الحرب.
وأوردت "الضمير" بعض المعلومات عن حوادث جرت خلال الأيام الأخيرة ، مؤكدة أن طائرات إسرائيلية حربية من نوع (F16) استهدفت بصاروخ واحد على الأقل أرضا فارغة تعود ملكيتها لأحد المواطنين وقالت أن الغارة أدت إلى تدمير 4 غرف تستخدم إحداها لبئر مياه، وأخرى لحارس هذه الأرض، وإلحاق إضرار مادية جزئية بعدد من المنازل المجاورة ومبنى أحد المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين.
كما فتحت قوات الاحتلال المتمركزة على الشريط الحدودي نيران أسلحتها الرشاشة باتجاه المنازل، ما أدى إلى إصابة المواطن سلمان محمود عايش بريعم (35 عاماً) بعيار ناري أثناء تواجده بجانب منزله الذي يبعد عن الشريط الحدودي 500 متر تقريباً، حيث نتج عن الإصابة بتر إحدى أذنيه، ووصف الأطباء حالته بالمتوسطة.
وأعربت الضمير إنها تنظر بقلق شديد إلى استمرار قوات الاحتلال باقتراف جرائم بحق المواطنين وممتلكاتهم في قطاع غزة، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف تلك الجرائم ،داعية المجتمع الدولي للضغط على "إسرائيل" بوصفها دولة احتلال ، من أجل الوفاء بالتزاماتها حيال سكان القطاع.