كشف أحد قادة اللوبي (الإسرائيلي) في الولايات المتحدة أن أمريكا وإسرائيل قد اتفقتا بالفعل على بدء التعاون لتدمير المنشآت النووية الإيرانية قبل خمسة أشهر فقط اثناء مفاوضات المجموعة "5+1" مع إيران، وأن إيران تعلم جيدا أن الولايات المتحدة وإسرائيل على استعداد للقيام بعمل عسكري مشترك في حالة الضرورة.
وقال ستيف شيفتي، وهو عضو مدى الحياة في لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "إيباك" التي تقود اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أكد منذ عام 2008 على أن هدفه هو منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، وأن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة لتحقيق هذا الهدف بما في ذلك الخيار العسكري ولكن هذه التصريحات لم ترتبط بخطط معينة أو اتفاقيات خاصة مع (إسرائيل) بهذا الشأن إلا قبل 5 أشهر.
وطالب في المدونة الخاصة بالكونغرس في اتجاه جديد غير مألوف بعدم اقرار تشريعات جديدة ضد إيران، وقال إنه يمكن للكونغرس تخويل الأعمال العسكرية ضد إيران إذا فشلت المفاوضات إضافة إلى فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية جديدة.
ويتخوف المشرعون الأمريكيون من عدم التوصل إلى اتفاق مقبول مع إيران بعد كل هذه الأشهر من المفاوضات فضلا عن مخاوف من أن التمديدات الطارئة لتخفيف العقوبات ستسمح للاقتصاد الإيراني باستعادة عافيته وتشجيع بعض الدول العالم على الشراكة مع إيران.
وقد هدد الكونغرس مرارا بفرض عقوبات جديدة على إيران تعبيرا عن هذه المخاوف إلا أن خطة العمل المشتركة التي تتحكم في مسار المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة "5+1" تحظر على الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة متعلقة بالأسلحة النووية مثل مشروع كيرك ميندينديز.
وإذا تمكن الكونغرس الأمريكي من تمرير هذا المشروع الذى لا لزوم له فإنه على الأرجح سيأتي بنتائج عكسية من بينها منح إيران الفرصة للاعتذار وإنهاء المفاوضات وإلقاء اللوم على الولايات المتحدة في انهيار المحادثات لأنها خالفت نصا صريحا في اتفاقية خطة العمل المشتركة.
وفسّر شيفتي التوجه الجديد بالقول أن أولئك الذين يشككون في مصداقية أوباما يجب أن ينظروا إلى معاناة روسيا الآن نتيجة العقوبات الأمريكية والتعاون المفاجئ لحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط الذين خفّضوا أسعار النفط ونتائج العقوبات الجديدة على كوريا الشمالية بما في ذلك الإغلاق المؤقت للإنترنت.
وقال خبراء إن إيران تعانى بالفعل من العقوبات الاقتصادية، ومشكلاتها تتفاقم بسبب الهبوط الحاد الأخير لأسعار النفط وهي تعلم مسبقا أن الكونغرس يمتلك القدرة على تمرير عقوبات أكثر صرامة إذا لم يكن هناك اتفاق وأن أوباما ملتزم باستخدام القوة العسكرية لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية.
القدس العربي