الضفة الغربية –الرسالة
تم إيقاف حركة المرور و إغلاق شارع الإرسال أحد شوارع رام الله الرئيسية، تكاد السيارات تعجن بعضها لتكدسها كحبات الأرز و عند السؤال لماذا كل هذا ؟ الجواب : أحد المسئولين يعتزم المرور من هذا الشارع ، بعد عشرة دقائق من الانتظار يتقدم جيب أسود عملاق من نوع "دووج" مختوم بشعار شركة أمنية خاصة "حماية" ، يركب في هذا الجيب رجال عمالقة يرتدون الملابس السوداء و يحملون أسلحة من نوع "ام بي 5" .. كان هذا الجيب واحد من سبعة جيبات كانت تحرس موكب أحدى الشخصيات الفلسطينية ، و الذي لم نستطع التعرف عليه!
وجود شركة أمنية خاصة تعمل على هذا الشكل ، وعناصرها مزودون بأسلحة هجومية و دفاعية و جيبات عسكرية ، يدفع للتساؤل عن مالك الشركة ؟ و العاملين فيها ؟ وطبيعة عملها؟ و المبنى الذي تتخذ منه مقرا؟؟
أحد المعارف الذين يعملون في هذه الشركة ، قال ان مقر الشركة الكائن في رام الله على مقربة من عمارة "برج الشيخ" ، المعروفة لمعظم أهالي رام الله.
** استثمار لأبناء قادة السلطة
عند رصد المعلومات حول هذه الشركة الأمنية المسلحة و المجهزة للعمل مناطق السلطة الفلسطينية و بموافقة إسرائيلية و سلطوية؟) اكتشفنا أن الشركة هي استثمار لأبناء قيادات في السلطة حصل فيها طارق عباس (نجل محمود عباس )، و فراس الشيخ (نجل كمال الشيخ مدير عام الشرطة السابق ) على حصة الأسد من أسهمها وبنسبة بلغت 75% من قيمة أصولها لتكون شركة أمن خاص تابعة لأبناء مسؤولين في السلطة الفلسطينية!
المفاجئة الثانية كانت، أن إدارييها وعناصرها هم مطاردون سابقون ينتمون لكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح و الذين تم العفو عنهم بصفقة بين السلطة الفلسطينية و حكومة الاحتلال ,وقد ألقوا بموجبها السلاح مقابل وقف الاحتلال لمطاردتهم.
مدير العمليات في الشركة القائد السابق في كتائب الأقصى في الضفة الغربية "طارق قنداح" ,الذي يتولى القيادة المباشرة لمجموعات الشركة " أسد1, أسد 2, صقر, نسر, سيف ..." و يتقاضى مرتب قيمته 10 آلاف يورو مقابل قيادته للعمليات اللوجستية!
** تدريب في إسرائيل!
وتشير المعلومات الى ان خلاف نشب السلطة و حكومة الاحتلال عندما رفضت حكومة الاحتلال أن تقوم الشركة بتدريب عناصرها في مناطق السلطة ، وجرى الاتفاق على انتقال العناصر المرشحة لتلقي التدريبات بعد الفحص الأمني الإسرائيلي إلى "تل أبيب" حيث حصلوا على تدريب أمني عالي المستوى في معهد عسكري تابع لإحدى الكليات الأمنية الإسرائيلية!
*** جنرالات غربيون!
وقد وقّعت الشركة عدة عقود مع جنرالات متقاعدين في جيوش غربية ، عرف منهم جنرال تشيكي وقع عقد مع الشركة مقابل توليه قيادة المجموعات الأمنية المخصصة لحراسة "شركة الاتصالات الوطنية" إحدى شركات الاتصالات الجديدة في الضفة الغربية ، و التي وقعت عقدا مع شركة الحماية مقابل توفير الأمن لمعارضها و ممتلكاتها!
ويقول العاملون فيها أن الشركة بعيدة عن أي مناحرات سياسية بين الفصائل الفلسطينية فهي شركة ربحية كأي شركة استثمارية ، و يتركز عملها على حماية الشركات و الممتلكات و الحفلات و الأفراد أو أي طلبات أمنية أخرى ، كما وقعت الشركة عقود كثيرة مع بنوك فلسطينية و شركات فلسطينية و عربية كبيرة تعمل في الضفة الغربية تكفلت بتوفير الحماية اللازمة للمباني و العاملين في الشركات.
يذكر أن أول ظهور كان للشركة عند تكفلها بحراسة حفل غنائي أحياه فنانون عرب في مدينة أريحا في فندق "الإنتر كونتنتل" ، و قد حضر الحفل العديد من مسؤولي السلطة و شخصيات بارزة في الضفة الغربية!