خرج صباح الثلاثاء، موظفو حكومة غزة السابقة في اعتصام "مفتوح" هو الأول من نوعه داخل مقر مجلس الوزراء، الأمر الذي دفع حكومة التوافق لإيجاد حلول سريعة، والخروج بمؤتمر صحفي تعلن فيه عن حل قريب وعاجل لكل مشاكل موظفي غزة.
وإن كانت هذه الوعود مرضية إلى حد ما وبحاجة إلى التنفيذ على الأرض، أخذها الموظفون على محمل الجدّ والثقة في الحكومة -التي وعدتهم كثيرا ولم تف حتى اللحظة- معلنين عن تعليق اعتصامهم، الذي لم يستمر لـ 24 ساعة، منتظرين تنفيذ الوعد.
وجاء اعتصام الموظفين بعد ازدياد معاناتهم للشهر الثامن على التوالي دون أن يتقاضوا رواتبهم عدا بعض السلف بين فترة وأخرى التي لا تفي بأقل الاحتياجات لهم ولمتطلباتهم الحياتية.
وأكدت نقابة الموظفين بغزة أن اعتصامهم هذا ليس لاحتجاز الوزراء داخل مقر المجلس، مبينة على لسان المتحدث باسمها خليل الزيان أن الاعتصام فقط للمطالبة بأدنى حقوقهم.
وخلال ساعات اليوم، أكد الموظفون أنهم سيواصلون اعتصاماتهم وإضراباتهم وخطواتهم الاحتجاجية ضد الحكومة، حتى يحصلوا على حقوقهم ومستحقاتهم المالية، مثلهم مثل باقي موظفي السلطة الفلسطينية.
وبعد اجتماعها اليوم، قالت الحكومة إنها تجري اتصالات مع الجهات الدولية كافة والإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي للضغط على "إسرائيل" من أجل تحويل المستحقات الضريبية الفلسطينية للسلطة، حتى تتمكن الحكومة من الوفاء بالتزاماتها.
وعقب ذلك، اعتبرت حركة حماس، إعلان الحكومة بإجرائها اتصالات دولية لحل أزمة رواتب موظفي غزة هو تهرب من المسؤولية.
وعود بالحل
وبعد ساعات من الاعتصام وتصريحات الموظفين، خرجت حكومة التوافق لتعلن عن حل جميع مشاكل موظفي قطاع غزة خلال فترةٍ قصيرة، كما أكد وزير العمل في حكومة التوافق مأمون أبو شهلا.
وقال أبو شهلا في مؤتمر صحفي من أمام مقر مجلس الوزراء، إن الحكومة ستحل جميع مشاكل موظفي غزة، فقد اتفقنا خلال اجتماعنا اليوم على أن جميع الموظفين لديهم الأمن الوظيفي.
وجددت حكومة التوافق، تأكيدها على الالتزام بإيجاد حلول إدارية عادلة ومنصفة لجميع الموظفين دون تمييز، وفق اللوائح والقوانين الفلسطينية ووفق اتفاق القاهرة.
وأضاف أبو شهلا في المؤتمر: "نحن طرف واحد نعيش المأساة التي تعايشونها.. وقريبًا ستجدون نتيجة العمل المشترك بين الحكومة ونقابة الموظفين".
وفور انهاء أبو شهلا مؤتمره، أعلنت نقابة الموظفين تعليق إضرابها، عازية قرارها للوعود التي أطلقتها الحكومة بالتمسك في الأمان الوظيفي لكل الموظفين بغزة.
وقال خليل الزيان المتحدث باسم النقابة لـ, إن النقابة تلقت وعودا من الوزير مأمون أبو شهلا بحل قريب لقضية الموظفين، لا سيما في ظل مشاورات حثيثة أجريت مع عدد من الأطراف بشأن التوصل لاتفاق يقضي بإنهاء حل الأزمة.
وأكدّ الزيان أن النقابة لن تتخلى عن حقها في التعبير عن رفضها لسلوك الحكومة الإقصائي بحق الموظفين وغير العادل حال انقلبت عمّا تم الاتفاق عليه وما وعدت به.
من جانب آخر، أكدت حركة المقاومة الاسلامية حماس أنه من حق الموظفين التمسك بحقوقهم والدفاع عنها بـ"اسنانهم" من اي جهة تحاول انتقاصها أو تجاوزها.
وفي حديثه لـ ، دعا القيادي في الحركة صلاح البردويل، حكومة التوافق إلى الالتزام بما تم الاتفاق عليه روحًا ونصًا، والتوقف عن التعامل بمكيالين مع الموظفين، مؤكدا أنه لا يمكن لأي جهة إقصاء أي موظف في قطاع غزة.
وبين وعود حكومة التوافق وانتظار موظفي غزة، يبقى السؤال القائم، هل تفي الحكومة بوعودها وتكون الأخيرة أم هي "وعود إلى ما لا نهاية"؟