عاد نجم النائب المفصول من حركة فتح محمد دحلان يظهر مجددا خاصة بعد تصريحاته الأخيرة المتعلقة بفتح معبر رفح والتسهيلات التي سيقدمها لقطاع غزة من خلال مصر في الأيام القادمة.
دحلان المتهم بالفساد من غريمه السياسي محمود عباس، يحاول أن يلعب دوراً سياسياً من خلال بوابة غزة مستثمراً علاقاته الشخصية وارتباطاته الإقليمية في المنطقة، من أجل رفع أسهمه السياسية في المرحلة المقبلة.
موقع دحلان السياسي في الفترة الأخيرة أصبح مثيرًا للتساؤلات، في ظل وجود علاقات متوترة بين تياري عباس ودحلان داخل حركة "فتح"، وأصبح السؤال الأكثر إلحاحاً: هل تكون أزمة وحصار غزة بوابة لعودته للنظام السياسي؟
تباينت آراء المحللين في هذا الشأن، حيث يرى المحلل السياسي مصطفى الصواف بان هناك صراع على رئيس جديد للسلطة الفلسطينية بعد ان انتهى دور عباس السياسي الذي مارسه برحيل ياسر عرفات 2004.
وقال الصواف لـ "إن الشخصية التي يحاول الاقليم وبعض الاطراف الدولية صناعتها هو دحلان، ومدخل الرجل إلى قطاع غزة هو المعبر والاموال التي بات يقدمها للقطاع على شكل مساعدات".
الشخصية التي يحاول الاقليم وبعض الاطراف الدولية صناعتها هو دحلان
ولفت في الوقت ذاته إلى أن تلك الاموال تأتي من دول الخليج إلى دحلان كوسيلة ضغط على عباس، موضحا أن الجانب المصري يميل لدحلان من اجل ان يكون عنصرا فاعلا في قطاع غزة، لافتاً إلى أنه يؤسس نفسه ليصبح رقما سياسيا داخل الساحة الفلسطينية.
في ذات السياق استبعد الصواف أن يحدث التقاء بين دحلان وحماس، مبيناً أن المهمة المكلف بها دحلان هو القضاء على المقاومة الفلسطينية وهذا ما يجعل الالتقاء صعبا جدا بينه وبين حماس.
واعتبر أن كل ما يقال عن تقارب بين دحلان وحماس هي اشاعات وافتراضات غير واقعية.
ويتفق المحلل السياسي هاني حبيب مع ما قاله الصواف، فيما يخص التقاء مصالح بين الطرفين (حماس ودحلان) على ارضية الخلاف مع السلطة الوطنية وحركة فتح.
وقال حبيب لـ بانه من المبكر الحديث عن تقارب لان هناك كثير من القضايا والملفات السابقة المتوترة بين دحلان وحماس، تحتاج الي وقت كبير لتجاوزها.
وقال "إن دحلان يحاول استثمار الوضع المتأزم في قطاع غزة من اجل ان يجعل لنفسه مكانة سياسية في المرحلة المقبلة"، موضحاً ان هذا الأمر سيوفر له ارضية وشعبية كان قد فقدها في الوقت السابق حال نجح في ذلك.
وعلى خلاف سابقيه، اعتبر المحلل السياسي هاني البسوس أن حماس بدأت تفتح أفقا مع دحلان بالرغم من الاختلاف السياسي بين الطرفين.
وقال البسوس "إن دحلان بدأ يسحب البساط من تحت اقدام محمود عباس من خلال شخصيات كبيرة كانت في السلطة تسعى لأن تكون جزءا من المنظومة السياسية القادمة برئاسة محمد دحلان"، على حد تعبيره.
الظروف والاشكاليات التي يمر بها عباس ستسمح لدحلان بالقفز إلى الحلبة السياسية
وأضاف أن الازمة السياسية العامة في داخل حركة فتح هي التي باتت تعطي افقا لشخص كدحلان ان يعمل بشكل قوى جداً وفاعل على الساحة، مُشيراً أنه يحاول استثمار علاقاته القوية اقليميا ودوليا لخدمة نفوذه.
وكان عباس قد شن هجومًا حادًا على دحلان، واتهمه بالمسؤولية عن اغتيال شخصيات فلسطينية، وعن دوره في وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وذلك في كلمة مسجلة بثها التلفزيون الرسمي، في مارس الماضي خلال اجتماع للمجلس الثوري لحركة فتح في رام الله.
البسوس أوضح أن الظروف والاشكاليات التي يمر بها عباس ستسمح لدحلان بالقفز إلى الحلبة السياسية بشكل قوي، مرجعا ذلك إلى تراجع الأول سياسياً.
وتوقع أن تكون المرحلة المقبلة انتقالية مدعومة من دحلان ومن شخصيات فلسطينية بالتنسيق مع شخصيات دولية واقليمية، مستبعدا ترشح دحلان في الانتخابات القادمة بسبب الحكم الجنائي الذي صدر بحقه.
لكنه بين في الوقت ذاته أنه ستكون هناك شخصية مؤقتة تقود النظام السياسي بدعم دحلان الذي يسعى لتسويقها دولياً.
وعن تعنت عباس وتأخير المصالحة قال البسوس أنه من الممكن لحماس أن تلجأ لتشكيل إدارة مؤقتة لغزة من شخصيات متعارف عليها مدعومة من حماس ودحلان والفصائل الفلسطينية الأخرى وليس حكومة وحدة وطنية.