قال المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" (الاسرائيلية) أليكس فيشمان أن "أحداً ما ألقى بعود ثقاب في برميل بارود، والآن ينتظر ليرى إذا كان سينفجر أم لا"، ورأى أن ما حصل يعتبر مناورة خطيرة في الكيمياء العملية التي تنفذ عشية الاختبار النهائي.
وتابع فيشمان في مقال بعنوان :"اللعب بالنار في الجبهة الشمالية: مروحية وصاروخان قضوا على مجموعة نشطاء لبنانيين وإيرانيين في الجولان السوري، والآن الكل يتسائل في (إسرائيل): هل سيرد حزب الله أم لا؟".
وأشار فيشمان إلى أن جنون إشعال النار هذا، سببه الافتراض أن حزب الله وبمساعدة مباشرة من إيران وبتعليماتها كان يوشك على أن ينفذ سلسلة من العمليات ضد "اسرائيل" في هضبة الجولان على سبيل استئناف ميزان الردع في وجه الغارات المنسوبة لسلاح الجو.
وأردف: "لقد توصل الإيرانيون والسوريون إلى الاستنتاج بأن إسرائيل لم تعد مردوعة في الجبهة السورية وتعمل بلا كوابح، وعليه ينبغي إعادتها إلى المسار من خلال حزب الله، أو كي نكون دقيقين أكثر، من خلال جبهتها على الجولان".
وأوضح فيشمان أن هذه الخلية التنظيمية، برئاسة جهاد مغنية، اتخذت لها موقعاً في سلسلة من القرى، بعضها درزية، في الهضبة السورية، ولو خرجت العمليات إلى حيز التنفيذ، لما كان بوسع (إسرائيل) أن تكبح نفسها عليها، ولا سيما عشية الانتخابات، والصاروخان اللذان صفيا الفريق الذي خطط للعمليات سبقاً ظاهرياً، العملية الجراحية قد تكون نجحت ولكن المريض، وهو الوضع في الشمال، تتدهور حالته أكثر فأكثر".
فيشمان لفت إلى أنه على فرض أن "التقارير من سوريا ومن لبنان صحيحة، فإن جبهة الشمال وصلت في هذا الوقت إلى نقطة الغليان، التي قد تكون الأكثر تفجراً منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، بعد أربعة أيام من المقابلة الصحفية التي قدمها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لقناة الميادين اللبنانية، والتي هدد فيها (إسرائيل) بسلاح حديث، واحتلال أجزاء من الجليل وبرد "جبهة المقاومة" على الهجمات في سوريا، تلقي (إسرائيل) أمام وجهه تحدٍ: أُنظر.. صفّينا بعض كبار المسؤولين في سوريا، ولنر الآن ماذا ستفعل؟!".
وبتقدير فيشمان، فإن (اسرائيل) تصمت على أمل أن يفضل الطرف الأخر ابتلاع القرص المر، هذه المناورة كانت قد نجحت مع السوريين بعد قصف قوافل السلاح لحزب الله، ولكنها تنجح بقدر أقل مع منظمة نصر الله، حسب قوله.
وتابع: "والدليل هو أنه في مارس 2014 هاجم حزب الله دوريات للجيش (الإسرائيلي) قرب السياج في الجولان وفي مزارع شبعا كرد على المس بعدد من كبار مسؤوليه، وبمعجزة فقط انتهى هذا بلا قتلى".