غزة- محمد أبو قمر
في أقل من ثمان وأربعين ساعة كانت رمال الأنفاق تتأهب لاتهام ثماني ضحايا جدد لتطوى حياتهم ويلتحقوا بمائة لقوا حتفهم على مدار العامين الماضيين تحت الأرض في مدينة الأنفاق الحدودية التي تشكلت في ظل استمرار الحصار .
وتسارعت وتيرة ضحايا الأنفاق عقب الحرب الأخيرة اثر الغارات الإسرائيلية المتتالية على الشريط الحدودي التي أضعفت بنية الأنفاق من جهة ، والإجراءات المصرية المستمرة على الجانب الآخر بهدف إغلاقها وتحجيم عملها .
آخر تلك الحوادث تكشفت عندما انفجر أنبوب ينقل الوقود من الجانب المصري إلى الجهة الموازية داخل حدود القطاع مما تسبب بوفاة ستة مواطنين دفعة واحدة ، وبعد سويعات قليلة انضم أيمن أبو سمك في العشرينات من عمره جراء انهيار نفق في منطقة القصاص بمدينة رفح.
وانشق صباح أمس الأربعاء على ثلاث حالات اختناق جراء استنشاقهم لمادة التنر التي كانوا يدخلونها عبر النفق .
وكما يقول الدكتور معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة فان العدد الإجمالي لضحايا الإنفاق بلغ مائة وثمانية شخص معظمهم في العشرينات من عمرهم ، فيما سجلت الإحصاءات الرسمية ثلاثمائة وخمسين إصابة نتيجة حوادث الأنفاق .
وفي إطار رد الفعل على توالي سقوط الضحايا طالب مركز الميزان لحقوق الإنسان الحكومة في غزة بالشروع فوراً في ممارسة واجباتها القانونية ووقف كارثة الأنفاق، وإن كان إغلاقها ووقفها أمر غير ممكن فعلى الأقل اتخاذ كافة التدابير التي تحمي عامليها وتحمي المواطنين من تبعات انفلاتها.
وأعرب المركز في بيان له عن أسفه الشديد لسقوط هذا العدد الكبير من الضحايا، الذين دفع الفقر والفاقة أغلبيتهم للمغامرة بحياتهم من أجل لقمة الخبز، مؤكدا على أن أنفاق التهريب غير قانونية.
وفي ظل تصاعد وتيرة انهيار الأنفاق فوق رؤوس العاملين فيها الذين يبحثون عن لقمة عيشهم من بين براثن الموت داخل الأنفاق الممتدة بين قطاع غزة الأراضي المصرية التي جاءت كبديل وحيد للمعابر المغلقة ، حمل تجمع أهالي ضحايا الأنفاق الاحتلال ومن يشاركه في ضرب الأنفاق من الجهة المصرية المسئولية الكاملة على حياة أبنائهم .
وقال التجمع " لم تتوقف طائرات الاحتلال من دك الأنفاق منذ انطلاق الشرارة الأولى للحرب وحتى أيامنا هذه ، مما أدى لانهيار شبكة الأنفاق وإضعاف الأرض وجعلها عرضة للانهيار بكل سهولة ، وبالتزامن مع ذلك تواصل القوات المصرية المنتشرة على الحدود مع غزة في إجراءاتها لإغلاق الأنفاق والتضييق على العاملين فيها بمساعدة خبراء أمريكيين ".
ورفض أهالي الضحايا استغلال بعض مالكي الأنفاق للأطفال دون الثامنة عشر للعمل داخل النفق بمبالغ مالية بسيطة دون توفير أدنى حمايتهم ، ودعت الحكومة لتنظيم عمل الأنفاق وتشديد الرقابة عليها وعدم السماح لمالكيها استخدام القاصرين لتشغيل الأنفاق دون وسائل حماية ، وإلزام مالكو الأنفاق بدفع دية لأهالي الضحايا.
ويبقى طابور ضحايا الأنفاق مرجحا للزيادة في ظل تواصل إغلاق المعابر واستمرار البحث عن البدائل تحت الأرض
ضحايا الأنفاق في إحصاءات
- عدد الأنفاق تتراوح ما بين ألف إلى ألف ومائتي نفق
- مجمل عدد الضحايا : مائة وثمانية
- عدد المصابين : ثلاثمائة وخمسين
- الضحايا منذ بداية 2009 : تسعة وثلاثين
- ثلث الضحايا من الأطفال دون الثامنة عشر