رام الله – الرسالة نت
ذكر نادي الأسير، أمس، أن قوات الاحتلال صعّدت حملات الاعتقال بحق المواطنين، منذ مطلع الشهر الجاري، ومارست كافة أساليب التعذيب، واستمرت بفرض العقوبات على المعتقلين داخل السجون.
وأضاف في بيان له، أمس، أن الأسيرات داخل السجون يتعرضن أيضا لعمليات قمع وتفتيش ليلية، وغيرها من الممارسات المهينة التي تستهدف النيل من صمودهن، وصمود أكثر من 10 آلاف أسير يقبعون في سجون الاحتلال.
وأشار النادي إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت، خلال آب الماضي، 417 مواطناً من كافة محافظات الضفة وغزة، بينهم أربعة من قطاع غزة، و63 من الخليل، و53 في بيت لحم، وفي سلفيت 20 منهم 13 طفلا، ومن جنين 57، وفي رام الله 70، وباقي مدن الضفة 150 أسيرا.
وقال إن عمليات الضرب والتنكيل أصبحت سياسة متبعة، وهي مقدمة أولى في التحقيق، مشيراً الى أن تقارير زيارات المحامين لمراكز التحقيق، أظهرت أن الأسرى يتعرضون لعمليات تعذيب وضرب مبرح أثناء التحقيق، ومن ثم التهديد إذا تم إبلاغ أية جهة بما يحصل داخل زنازين التحقيق.
وأوضح أنه من خلال زيارة المحامي للمعتقلين الموجودين في مراكز التوقيف والتحقيق كان هناك العديد من الشكاوى من الأسرى، وهم يعانون من قلة الطعام والشراب وسوء التهوية وقلة الملابس الموجودة داخل السجن وسوء المعاملة.
وفي سياق متصل، قال النادي إن من بين العشرة آلاف أسير وأسيرة في سجون الاحتلال 5600 محكوم، منهم 326 أسيرا أمضوا ما يزيد على 16 عاما في الأسر، بينهم 106 أسرى أكثر من عشرين عاما، و5 أسرى من ضمن من تصنفهم إسرائيل بمقاتلين غير شرعيين، والذين اعتقلوا من قطاع غزة في العدوان الأخير، و479 أسيرا إداريا، و380 طفلا دون الثامنة عشرة، و54 أسيرة، وأكثر من 1500 حالة مرضية، وبقيتهم ينتظرون المحاكمة أو في مراكز التحقيق والتوقيف.
وبخصوص الأسرى الإداريين "المعتقلين دون محاكمة أو توجيه اتهام لهم" الـ 479، يوجد ما يقارب 115 أسيرا أمضوا نصف عام، و147 أسيرا أمضوا ما بين النصف عام والعام، و125 أسيرا أمضوا ما بين العام والعام والنصف، و63 أسيرا أمضوا ما بين العام والنصف والعامين، و 27 أسيرا ما بين العامين والخمسة أعوام، وأسيرين امضوا ما يزيد على خمسة أعوام.
ولفت النادي إلى وجود 380 طفلا أسيرا، منهم 35 أسيرا ما بين 12 و 16 من العمر، وبقيتهم ما بين 16 و 18، و 168 أسيرا محكوما من بينهم، ومعتقل واحد رهن الاعتقال الإداري.
وأضاف أن عدد الأسيرات في سجون الاحتلال بلغ 54، موزعات على سجني الشارون 36 أسيرة، والدامون 16 أسيرة، وفي مركز تحقيق الجلمة أسيرتان، مبيناً أن من بينهن 5 أسيرات ما دون 18 من العمر، و3 أسيرات معتقلات هن وأزواجهن، و3 أسيرات من قطاع غزة فيهن الأسيرة فاطمة الزق أم لتسعة أطفال وأنجبت طفلها يوسف في الأسر ليكون اصغر أسير في العالم، ويبلغ من العمر حاليا العام والنصف و 13 يوما، وخمس أسيرات معتقلات هن وأخوة لهن في الأسر.
وأكـد أن الأسرى المرضى حالتهم الأسوأ بين الأسرى، فمع الألم النفسي لوجودهم في السجن والبعد عن الأهل يرافقهم الم الجسد، فمنهم مريض السكري، أو الضغط، أو القلب، أو الأسنان، أو جراء إصابة سابقة، أو يعاني من مرض خبيث، مع أن إحصائيات النادي تشير إلى وجود 29 أسيرا في مستشفى سجن الرملة بشكل دائم إلا انه يوجد ما يزيد على هذا الرقم من هو بحاجة إلى عمليات جراحية، ولكنه وبحسب ما يخبرهم السجانون يجب عليهم الانتظار بدورهم، فإما أن يتم علاجه، أو يزداد مرضه ليصبح مزمنا. وقد كشف في الفترة الأخيرة عن وجود 15 حالة مرضية مصابة بالسرطان موزعة داخل السجون.
وقال النادي إن السجانين يمارسون البطش بحق الأسرى المرضى أثناء نقلهم من سجون إلى أخرى، أو إلى المستشفيات أو إلى المحاكم، فيتم تقييدهم بالأيدي والأرجل، وغالبا ما يتم خلطهم مع الجنائيين، ويتم الاعتداء عليهم بالضرب والشتم، وتستمر عملية النقلة قرابة الثلاثة أيام، علما أن ابعد سجن عن الآخر أو المحكمة لا يزيد فترة النقل على 8 ساعات من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال.
وأوضح أن هناك أيضا الأسرى في العزل منهم من امضى سنوات حبسه معزولا عن الأسرى، لأن الاحتلال يصنفه على أنه "خطير"، حيث يوجد 14 أسيرا أمضوا ما يزيد على 5 سنوات في العزل.
وبين أنه رغم اكتظاظ السجون، لم تتوقف آلة قمع الاحتلال عن مواصلة حملاتها اليومية من اقتحام للبيوت والعبث بمحتوياتها، وممارسة كافة الأشكال المهينة لأصحاب البيوت وساكنيها، واعتقال أفراد من الأسرة، واقتيادهم إلى أماكن غير معلومة، ليبقى الأهل في حيرة من أمرهم وفي قلق دائم على من يتم اعتقاله.
وناشد النادي كافة المؤسسات الحقوقية الإنسانية الدولية والمحلية، ضرورة التدخل لوقف كافة الانتهاكات التي ترتكب بشكل يومي بحق الأسرى، والعمل على معالجة الأسرى ومعاملتهم بإنسانية وفق ما تقتضيه المواثيق والمعاهدات الدولية، خصوصا ان غالبيتهم يمر بمرحلة الموت البطيء نتيجة الإهمال الطبي.