الاهتمام سواء كان إيجابياً (تشجيع، اعتراف بالمهارة...) أو سلبياً (عقاب، أو تهديد، أو ابتزاز عاطفي)، كله له تأثير على سلوك طفلك.
في الواقع، فإن طفلك يبني الصورة التي يمتلكها عن نفسه من خلال نظرة البالغين والاهتمام الذي يولونه له. إذا كنت تمنحين الاهتمام لطفلك فقط للتركيز على الأشياء التي لا يقوم بها كما يجب، فقد يفهم أنه غير ماهر وأنه غير قادر على القيام بالأمور كما يجب. في الحالة المعاكسة، إن كنت تركزين على أموره الجيدة، فقد ينمو لديه حس من المهارة ويشعر بأنه محبوب وأنك تقدّرينه. قد تلاحظين مثلاً، أنه بعد إمضائه الوقت معك، سيكف صغيرك عن المماطلة في وقت نومه ليحظى باهتمامك.
الاهتمام بسلوك معيّن يشجعه على الاستمرار به
إذا أوليت الاهتمام لواحد من سلوكياته، فأنت تزيدين احتمال أن يكرره. لهذا السبب، من الضروري أن تختاري السلوكيات التي تتمنين أن تشجّعيها. تعلمي أن تتعرّفي إلى الحركات الإيجابية الصغيرة التي يقوم بها طفلك تلقائياً، ولكن ركزي عليها أقل لأنها لا تزعجك.
الاهتمام الإيجابي
هناك أكثر من طريقة لتولي لطفلك الاهتمام الإيجابي.
- يتفاعل الأطفال مبكراً مع الاهتمام الإيجابي. يمكنك مثلاً أن تهنئي طفلك لتمكنه من الإمساك بالأشياء بيده، أو على نجاحه في إصدار بعض الأصوات الصغيرة بلعبته التي تصدر الأصوات.
- حتى أصغر الحركات قد تبدو ذات معنى، الابتسامة والغمزة والتهاني والإشارة باليد والتصفيق أو أي إشارة أخرى مناسبة له. يجب على هذه الإشارات أن تكون سريعة ومحددة.
- صفي بشكل محدد الحركات التي يقوم بها طفلك ورضاك عنها، يمكنك مثلاً أن تقولي له: أحسنت، لأنك تشاطرت كعكتك مع أختك. انظر كم هي فرحة. أنا فخورة بك.
- منذ سن الثالثة، يكون الأطفال حسّاسين اتجاه المديح ويحبون أن يتباهوا. يمكنك أن تعوّديه منذ سنته الرابعة أو الخامسة على أن يصفق لنفسه على سلوكياته الجيدة. هذا النوع من التهنئة الذاتية يساعده على تعلم معرفة حركاته السلبية.
- حين تشاركين طفلك اللحظات، أظهري سعادتك من خلال الحديث أو اللعب معه. هذه اللحظات تمنح طفلك الصغير التشجيع الضروري لتكرار حركاته الإيجابية.
العدائية أم حاجة للاهتمام؟
بعض الأطفال يمكن أن يطوروا بعض السلوكيات العنيفة للفت نظر من يحيط بهم إليهم. مثلاً، قد يدفع أحد الأصدقاء في الحضانة أو من خلال سلب أخته لعبتها، لأنه يعرف أنك أو المعلمة ستأتيان لمحادثته.
إذا لاحظت سلوكاً مشابهاً لدى طفلك، يجب عندها أن تساعديه على فهم أن هناك طرقاً أفضل ليحظى باهتمام البالغين من حوله.
- عبّري بوضوح عن عدم رضاك (أنا لا أقبل بأن تؤذي الآخرين)، ولكن تفادي السيناريوهات الطويلة التي تعزز الاهتمام السلبي لدى الأطفال.
- تفادي تجاهل التصرفات العدائية بشكل متعمد. فمن خلال هذه الحركات، طفلك يعبّر عن حاجة يجب أن تستجيبي لها. إذا تجاهلت تصرّفاً معيّناً يستحق اللوم، فقد يكف طفلك عن القيام به ولكنه سيكمل في طريق الحركات المزعجة ليشعر بأنك تلاحظينه. وحتى لو لم يكن تصرفه يستحق الاهتمام الإيجابي، يجب أن يعرف أنك تقدرينه كل يوم.
- توقعي منه أن يزيد من حركاته العدائية في أول تطبيق هذه الأساليب، حيث إنه يمكن للطفل أن يختبر حدودك و فعالية هذه الاستراتيجيات...
- امنحي طفلك الاهتمام إذا تصرّف بطريقة جيدة. لا تنتظري ان يقوم بتصرّف غير لائق لتوليه الاهتمام، لهذا السبب يجب أن توليه اهتماماً غير مباشر و دائماً.