قائد الطوفان قائد الطوفان

من ملفات القضاء

استغل مرضه النفسي فحاول القتل والسرقة

(صورة أرشيفية)
(صورة أرشيفية)

الرسالة- شيماء مرزوق

تحت ملابسه المهترئة أخفى سكينه.. وأمام وجهه الذي تعلوه علامات "المسكنة" وقلة الحيلة وقف الصيدلي "م. ل" ينظر اليه ويطلب منه "روشتة" العلاج التي يريدها لكنه تفاجأ بالرجل ينقض عليه ويحاول سرقة الأموال الموجودة لديه.

عجز الرجل عن سرقة الصيدلي الذي قاومه بشدة فما كان منه إلا أن أخرج سكينا وطعنه في عنقه عدة طعنات متتالية ثم خرج من المكان مهرولاً.

وعلى صرخات الصيدلي المتعالية تجمهر الناس حول الصيدلية فرأوا المجرم ابن الاربعين عاماً وهو يهرب من المكان والدم يغرق ملابسه، فسارعوا لإسعاف الصيدلي الملقى على الارض وبركة من الدماء حوله.

النيابة وجهت للمتهم عدة تهم وهي محاولة السلب وحمل سكين ومحاولة القتل، قبل أن تعدل التهمة الأخيرة إلى ايقاع أذى بليغ.

لم يجد وكيل المتهم حجة يبرر بها فعلته سوى أنه يعاني من مرض نفسي واضطرابات شخصية وانه لم يكن مدرك لتصرفاته عندما ارتكب الجريمة، كما أنه جرت المصالحة بين الطرفين ودفع المتهم مبلغ 10 الاف دولار للمجني عليه لذلك طالب بالاكتفاء بمدة توقيفه.

المتهم الذي وقف في القفص محاولاً اظهار البلاهة والقيام ببعض السلوكيات التي تعطي ايحاء بأنه مختل عقلياً، طلب منه القاضي الحديث وتبرير جريمته فقال "كنت تحت تأثير السحر والشعوذة وكنت بدي أسرق المصاري ولم أقصد القتل أو الأذية".

لكن مبررات المتهم وموكله لم تقنع النيابة خاصة ان تقرير الطب النفسي أقر بأن المتهم يعاني من اضطرابات نفسية وبحاجة الى العلاج لكنه مدرك، ومسئول عن تصرفاته.

وكيل النيابة اعتبر ان الجرائم التي ارتكبها المتهم من الجرائم الخطرة وأن المصالحة لا تقلل من حجم الجريمة لذلك ألتمس من عدالة المحكمة توقيع العقوبة المناسبة.

وجاء الحكم على المدان بالاكتفاء بمدة توقيفه وهي قرابة ستة أشهر ومصادرة سلاح الجريمة.

ويعد الاضطراب النفسي والسحر بمثابة مبرر لعدد كبير من المجرمين، أملا في ألا يعاقبوا على الجريمة التي يقترفونها بحجة انهم غير مسئولين عن تصرفاتهم وافعالهم.

الاختصاصي النفسي اسماعيل أبو ركاب بين ان بعض الأمراض النفسية قد تفقد الشخص وعيه وتجعله غير مسؤول عن أفعاله، وهذا غالبا ما تكون في جرائم القتل أو إيقاع الأذى فإذا ما تعرض المريض لاعتداء او اهانة او شجار قد يكون رده مبالغا فيه او يستخدم اي سلاح امامه للدفاع عن نفسه لكن بطريقة عشوائية.

وتابع: هذه القضية مختلفة فـمجرد علم المجرم أن هذه الصيدلية بها أموال ومكان وجودها، بالإضافة إلى أنه خبأ السكين وانتظر الوقت المناسب للدخول كل هذا يدل على انه واع وخطط جيداً لجريمته.

ولفت إلى أن الكثير من الاشخاص يعانون من اضطرابات نفسية جزئية وهم بحاجة للعلاج النفسي لكنها لا تعفيهم من العقاب والمسئولية عن الجرائم التي يرتكبونها.

البث المباشر