يقضي معظم الأطفال جل أوقاتهم في مشاهدة الأفلام الكرتونية عبر التلفاز، وحديثا لجأ الآباء إلى استخدام هواتفهم الذكية لتشغيل مقاطع كرتونية طمعا في إلهاء أبنائهم، وفي غالب الأحيان لا تروق الأفكار التي تقدمها هذه الأفلام الاتجاهات طابعنا العربي، فبدأ التفكير بإنتاج مسلسلات كرتونية محتواها يتلاءم تماما مع ثقافتنا العربية وفي ذات الوقت بجودة قادرة على منافسة المحتوى الأجنبي.
شركة أنا عربي تقدم للآباء فرصة قراءة القصص الإلكترونية عبر الإنترنت، من خلال قصص مصورة للأطفال باللغة العربية، وتمتاز بتشكيلة تجمع بين الكوميديا والمغامرة والخيال والثقافة والعلوم والتاريخ، كل ذلك ببصمة عربية واضحة تم الوصول إليها بعد دراسة دقيقة لاحتياجات الطفل العربي.
مديرة الشركة أسماء أبو تيلخ قالت لـ "الرسالة" أن البداية كانت بكتابة مسلسل كرتوني، ولكن إنتاجه مكلف جدا وبحاجة إلى جهود تفوق الجهود الفردية، مضيفةً أنها بدأت مرحلة جديدة أمام المشروع تميزت بتهذيب الفكرة والتوجيه جيدًا نحو الفئة المستهدفة والانماط القصصية التي يحتاجها السوق في مجال الرسوم والكرتون، موجهة للأطفال فئة 12-18 سنة.
وأوضحت أنه في هذه المرحلة كانت لهم الفرصة بالالتحاق ضمن برامج ريادية لدعم المشروع كمبادرون وبكتي، فتمكنوا من إنجاز مجموعتهم القصصية والتي تضم (رواية عالم الأعماق 4 أجزاء، ورواية إنقاذ المستقبل 3 أجزاء، ورواية القوة المجهولة -مجموعة قصصية في تاريخ الأندلس مغامراتية خيالية، ورواية البساط المتكلم وجاري العمل على مجموعات جديدة)، مؤكدة أنها لاقت الإقبال من قبل الآباء والأطفال معًا.
الحلم أصبح حقيقة
وأشارت أبو تيلخ أنه في نهاية عام 2013 أطلقوا المشروع كشركة بعد إعداد الموقع الإلكتروني وتطبيق الهواتف الذكية لأنا عربي، ثم مرحلة التسويق والترويج لأنا عربي ورواياته، وهو يوفر الفرصة للأطفال العرب في العالم للوصول إلى قصصه إلكترونيا من خلال اشتراكات سنوية بأسعار رمزية حيث يتيح له الاشتراك قراءة القصص التي يعرضها الموقع بشكل دوري لمدة عام كامل.
تنوعت إنجازات الشركة من رواياتها المخصصة للأطفال ومنها رواية عالم الأعماق، ورواية إنقاذ المستقبل، ورواية البساط المتكلم، وسلسلة رواية القوة المجهولة، ورواية النظارة العجيبة للكاتبة نهيل أبو حامدة، وغيرها، بالإضافة إلى ( أزهار تحت العاصف) مجموعة قصصية عن حرب غزة حول واقع الأطفال من ضمنها ( الكمين و أحلام تحت الأنقاض وغيرها)، وهي ضمن خطط الشركة للتطوير هذا العام، وكما وتعمل الشركة حاليا على تطوير منتجها بإضافة خدمة الصوت إلى قصصه وذلك بناء على دراسة لمتطلبات الأطفال العرب في الجاليات العربية، تساعدهم على سماع القصة مقروءة بالإضافة إلى الكلمات وذلك لتعزيز معرفة الطفل بالقراءة السليمة.
احتفال بالإنجاز
احتفل فريق أنا عربي بالذكرى السنوية الأولى للشركة، بإنشاء فريق مسرحي من الأطفال-وكان أول ظهور لهم في - يتم تدريبهم على الأداء المسرحي، وأكدت مديرة الشركة أنهم يخططون للأيام القادمة، ترويج لكل قصة عن طريق المسرح، بأداء مسرحية عن كل قصة في مراكز منتشرة في القطاع والمدارس، وتصويرها لرفعها على الانترنت من خلال موقعهم للأطفال العرب في العالم.
عقبات وتحديات تعرض لها فريق عمل الشركة تمثل بالوصول إلى تشكيلة مضمونة تكون هي المقبولة بالنسبة للفئة المستهدفة وتغطي النقص في المحتوى العربي، وتغطية المصاريف والتكاليف المادية لإنتاج العدد المطلوب من القصص والروايات وتطوير الموقع والتطبيق وغيره بعد الاحتضان، لكنهم تغلبوا عليها ويسعون إلى أن تكون أنا عربي المنصة الأولى في الوطن العربي والعالم في إنتاج القصص والروايات العربية التي تترجم إلى لغات متعددة وما يترتب عليها من أفلام كرتونية وغيرها.