قائمة الموقع

صور: الطفلة "ملاك الخطيب" تُحاكم في غزة !

2015-02-05T16:51:08+02:00
جانب من الفعالية
الرسالة نت – عبدالرحمن الخالدي

ركض أولئك المجندان بزيّهم العسكري وأسلحتهم الرشاشة خلف تلك الطفلة النحيلة لعدة أمتار، حتى تمكنوا من إلقاء القبض عليها قبل أن يملأ صراخها ونداءات استغاثتها أرجاء المكان.

تلك النداءات جذبت أنظار المارة ومن كان في المكان، إلا أنها لم تلامس آذان ومسامع العالم العربي والدولي، لتبقى حبيسة جوف هذه الطفلة التي لا حول لها ولا قوة.

جرّها المجنّدان صوب تلك الزنزانة المصنَعة يدويًا، قبل أن تتم محاكمتها كما يُحاكم كل الأبطال الفلسطينيين الذين تعتقلهم سلطات الاحتلال يوميًا وتطلق عليهم أحكامًا بأعوامٍ عديدة، في محاكمات لا أساس لها من القانون.

ما أن نطق القاضي بالحكم المتمثل بالحبس لشهرين، مع دفع غرامةٍ مالية قدرها 6 آلاف شيكل، حتى خرّت والدتها مغشيًا عليها من البكاء، في حين انطلقت أسهم والدها اللفظية صوب ذلك القاضي، والتي كان أقواها "حسبنا الله ونعم الوكيل".

في ساحة "الجندي المجهول" وسط قطاع غزة، كان ذلك العرض التمثيلي الذي نظمه مركز غزة الشبابي، تجسيدًا لجريمة أسر أصغر معتقلةٍ في العالم، وهي الطفلة "ملاك الخطيب" التي تقبع في سجون الاحتلال منذ آخر يومٍ من العام المنصرم، دون أن يحرّك ذلك شيئًا في ضمير الأمة الغائب.

المشاهد السابق ذكرها، مع أصوات الأناشيد التي تنادي بحقوق كل الأسرى في سجون الاحتلال، كانت سببا لتجمهر العشرات ممن تواجدوا في محيط ذلك المكان، ليجدوا عددًا من الأطفال حاملين يافطاتٍ كان أبرز ما كُتب فيها "ما ذنب أطفالنا؟" و"كفاكم صمتًا" و"الأسرى في خطر".

جذب انتباه

رئيس مركز غزة الشبابي، محمد عطوة، أوضح أن المركز نظّم هذه الوقفة والعرض التمثيلي في محاولةٍ للفت انتباه الشارع الغزيّ بدايةً لمعاناة أصغر طفلةٍ في الأسر، إضافة لغيرها من القاصرين الذين يعتقلهم الاحتلال يوميًا في مدن الضفة المحتلة.

وقال عطوة لـ "الرسالة نت" إن المركز استهدف التعريف بمعاناة الأطفال الأسرى الذين يقبعون في سجون الاحتلال، إضافة لآلاف الأسرى والأسيرات في زنازين الاحتلال، وتجسيد الظلم الإسرائيلي الواقع بحقهم.

ويرى عطوة أن وحدة أطياف الشعب الفلسطيني ستكون هي البداية لإنهاء ملف الاعتقال ولجم الاحتلال عن القيام بانتهاكاته المتكررة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في أرجاء الوطن، مناشدًا بضرورة إتمام المصالحة الفلسطينية المجتمعية والعمل يدًا بيد حتى تحقيق حلم التحرير.

وقال: "وحدتنا مهمة جدًا حتى لا يستضعفنا عدونا الإسرائيلي وحتى لا تستضعفنا دول العالم"، مطالبًا المجتمع الدولي بضرورة التحرك من أجل اطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين كافة، وعلى رأسهم الأطفال.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الطفلة ملاك علي الخطيب (14 عام) من قرية بيتين قضاء رام الله، لتحكم عليها بالسجن الفعلي لمدة شهرين وغرامة مالية قدرها ستة آلاف شيكل، وهو ما اعتبرته المراكز الحقوقية كافة بالحكم الجائر والذي يخالف كل مبادئ القانون الانساني.

وأشار مركز أسرى فلسطين للدراسات أن الطفلة الخطيب لا تقوى على العيش داخل السجون، في الظروف القاسية التي تتصف بها سجون الاحتلال، وهى تعانى منذ اعتقالها من  ظروف نفسية سيئة،  بعد أنتم انتزاعها من طفولتها ودراستها والزج بها في السجن، الذي لا يحتمل المكوث فيه الكبار عوضا عن الأطفال.

اخبار ذات صلة