غزة- الرسالة نت
بعد مرور أربع سنوات على حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية والتي واجهت خلال تلك الفترة أشد الصعوبات وأكبر التحديات لتقدم نموذجاً راقياً وحقيقياً لتحقيق رسالتها على أكمل وجه ، فرغم ما واجهه الغزيون من أحداث أليمة باتت تؤرقهم ليل نهار من الحصار الخانق والحرب الإسرائيلية الأخيرة التي قصفت ودمرت كل ركن من أركان القطاع.
إلا أن ذلك لم يضعف الوزارات الحكومية بل جعلها تعمل كخلية نحل تعد الخطط والمشاريع دون كلل أو ملل ، ومن بينهم وزارة التخطيط التي واصلت عملها بكل إرادة وتصميم ، وذلك من خلال تقديم العديد من المشاريع والخطط اللازمة لإعادة إعمار غزة خاصة بعد الحرب الصهيونية التي دمرت القطاع بالكامل .... التقرير التالي يرصد أهم ما أنجزته وزارة التخطيط خلال الأربع سنوات الماضية على مرور الحكومة الوحدة الوطنية.
خطـط ومشاريع
أكد م. يوسف الغريز وكيل وزارة التخطيط أن الوزارة أنجزت العديد من الخطط والمشاريع التي تهدف إلى خدمة الوطن والمواطن ، حيث أنها أعدت خطة عمل بالتعاون مع الوزارات والمؤسسات الحكومية لإعداد الخطط اللازمة لإعادة إعمار غزة خاصة بعد الحرب الاسرائيلية على القطاع ، حيث شُكلت لجنة طوارئ في تكونت من كافة الإدارات العامة.
وأوضح الغريز أن الوزارة أعدت تقرير أولى عن الأضرار والخسائر التي لحقت بالمواطنين والقطاع ، وذلك ليكون هذا التقرير هو القاعدة الأساسية التي ستنطلق منه الوزارة في إعداد خطط الإغاثة والطوارئ وإعادة إعمار غزة ، منوهاً أن التقرير أُنجز في وقت محدود جداً وذلك تأكيداً على تكريس الجهود التي بذلتها وزارته.
وأكد الغريز أن التقرير أظهر الخسائر البشرية والاقتصادية التي تكبدها الشعب الفلسطيني خلال العدوان الغاشم على قطاع غزة حيث بلغت الخسائر البشرية ما يزيد عن 1443 شهيداً و5316 جريحاً ، وبلغ إجمالي تقديرات الخسائر الاقتصادية الفلسطينية نحو 2،53 مليار دولار ، بالإضافة إلى إعداد خطة إغاثة وطوارئ قدرت تكلفتها الإجمالية نحو736،3 مليون دولار ، مؤكداً أن الخطة إحتوت على المساعدات الغذائية والنقدية التي تهدف إلى مساعدة الشعب الفلسطيني في التغلب على الآثار السلبية والاقتصادية والاجتماعية التي سببها الحصار والعدوان الإسرائيلي حيث بلغت تكلفتها بـ378.3 دولار .
كما أوضح الغريز أن الوزارة أعدت خطة الإيواء العاجل التي بلغت تكلفتها نحو151 مليون دولار ، وكذلك برامج خلق فرص العمل التي تهدف إلى إيجاد حل للمشاكل الاقتصادية لشريحة الخريجين والعمال وذلك بتقديم المساعدة لهم عن طريق التشغيل المؤقت الطارئ للعمالة حيث بلغت تكلفتها بـ 140 مليون دولار ، وخطة البرامج الطارئة التي تهدف إلى تمكين الوزارات من القيام بواجباتها في محاولة إنعاش الاقتصاد الفلسطيني وقد بلغت تكلفتها بـ 67 مليون دولار ، موضحاً أنها أعدت خطة التأهيل وإعادة الإعمار والتي بلغت تكلفتها الإجمالية بـ 2 مليار دولار ، كما وتابعت تنفيذ خطة التنمية 2009 -2010 ودراسة هيكليات الوزارات والمؤسسات الحكومية ، وانجاز الخطة التشغيلية بالتعاون مع الامانة العامة.
إنجازات ملموسة
وفي معرض رده عن الإنجازات التي حققتها الوزارة قال الغريز:" إن الوزارة إنتهت من إعداد المخطط الإقليمي لمحافظات قطاع غزة ، والذي تم إعتماده في سبتمبر 2008 من قبل مجلس الوزراء ، وقد تلا ذلك إعداد المخططات القطاعية حتى تتم مصادقة المخطط الإقليمي وإعتماده بشكل نهائي من قبل اللجنة المركزية والبناء ليكون مرجعاً للمخططات الهيكلية للبلديات.
وحول المخططات عبر القطاعية أشار الغريز إلى أن العمل ما زال جاري على إعداد المخططات عبر القطاعية وذلك بالتعاون مع وزارة الحكم المحلي والبلديات ذات العلاقة بدءاً بمحافظة خانيونس والتي إعتبرت مركز إقليمي ثاني حسب المخطط الاقليمي ، لافتاً إلى أنه من المتوقع الانتهاء من إنجاز جميع المخططات عبر القطاعية لجميع محافظات قطاع غزة مع نهاية عام 2010 .
وأوضح الغريز أن الوزارة شاركت في العديد من اللجان الحكومية وتقديم الدعم الفني كاللجنة المركزية للبناء وتنظيم المدن ، ولجنة تخصيصات الأراضي ، ولجنة الإصلاح والتطوير الوزارية الدائمة ، واللجنة الاقتصادية الوزارية الدائمة ، واللجنة الإدارية الوزارية الدائمة بالاضافة إلى المشاركة في وضع سياسات استعمالات الأراضي الحكومية التي أقرها مجلس الوزراء ، وإعداد دراسة حول الآثار البيئية للعدوان الأخير على قطاع غزة بالتعاون مع سلطة جودة البيئة.
ونوه الغريز أن الوزارة أعدت مخطط حول المحررات الجنوبية وإعادة إحياء المحمية الطبيعية وحماية النباتات والحيوانات النادرة من الانقراض وذلك التعاون مع سلطة جودة البيئة.
وفي سياق أخر أجرت وزارة التخطيط مسح شامل حول الخسائر الناتجة عن الحرب الصهيونية الأخيره على قطاع غزة ، حيث أظهر المسح أن الخسائر المباشرة للقطاع الصناعي التي بلغت نحو 240 مليون دولار ، وكذلك خسائر القطاع الزراعي بلغت نحو 218 مليون دولار ، بالإضافة إلى خسائر القطاع التجاري فقد بلغت نحو 50 مليون دولار ، بينما بلغت خسائر القطاع السياحي نحو 6.7 مليون دولار.
وأشار الغريز إلى أن الإحصائيات أثبتت أن عدد العمال العاطلين عن العمل في قطاع غزة قد إرتفع من 79 ألف عامل في عام 2005 إلى 115 ألف عاطل عن العمل في نهاية 2008 ثم إزداد العدد بعد الحرب ليصل إلى 140 ألف عاطل عن العمل ، بالإضافة إلى انخفاض معدل الأجور في قطاع غزة بنسبة 30 % خلال الفترة 2007 حتى 2009 ، بالإضافة إلى اعتماد أكثر من 85% من سكان قطاع غزة على المساعدات المقدمة من الحكومة الفلسطينية ووكالة الغوث ومنظمة الغذاء العالمي وبعض الجمعيات الخيرية.
تحدى الصعاب
وعن الصعاب التي واجهت وزارة التخطيط قال الدكتور محمد عوض وزير التخطيط " إن الوزارة مرت بظروف صعبة تمثلت بقصف مبنى الوزارة بالكامل مما اضطر طاقم الموظفين والعاملين في الوزارة إلى مواصلة أعمالهم المناطة بهم بكل إرادة وعزيمة دون كلل أو ملل حيث قاموا بإنجاز العديد من الخطط والمشاريع القيمة وذلك بما تبقى لديهم من وثائق ودراسات معظمها فقدت بين ركام وحطام الوزارة .
وأشار عوض إلى أنه وبعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إستطاع الموظفون تحمل العديد من الصعاب والمعوقات والتي باتت حاجزاً منيعاً تعيقهم عن إنجاز أعمالهم ، منوهاً رغم تلك العراقيل إلا أن الموظفين مارسوا أعمالهم على أكمل وجه وذلك بإنجاز العديد من الخطط والمشاريع التي تهدف في المقام الأول إلى إعادة إعمار غزة.
وأوضح عوض أن الوزارة قدمت العديد من الخدمات إلى الوزارت الحكومية وذلك من خلال تزويدها بكافة الهيكليات والدراسات وأوراق العمل التي تساعدهم على رسم السياسات ، وتنفيذ الخطط السنوية ، والاستمرار في مجال التخطيط المكاني القطاعي وعبرالقطاعي وذلك بالتعاون مع الوزارات من السلطات والهيئات ذات العلاقة.