تصدّ فصائل المعارضة في محافظتي درعا والقنيطرة محاولات قوات النظام السوري المتواصلة لاسترجاع مناطق في شمالي درعا، وعلى الحدود مع القنيطرة، بالتعاون مع حزب الله اللبناني ومليشيات عراقية وأجنبية مختلفة، وأعلنت "النفير العام" وفتحت معركة جديدة ضدّ قوات النظام في محافظة درعا لدعم معركتها.
وقال "الجيش الأول" في درعا، في بيان نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ الحملة العسكرية لقوات الأسد جاءت بسبب "خسائر النظام في عملية كسر المخالب، ومحاولة منه للحفاظ على العاصمة دمشق".
وكانت قوات النظام بدأت منذ يومين هجوماً واسعاً أطلقت عليه اسم "معركة الحسم" على جبهات عدّة، في محاولة لتأمين جنوبي دمشق من أية محاولات لتقدّم قوات المعارضة من محافظتي درعا والقنيطرة، ضمن خط يمتد من مدينة الصنمين إلى غباغب وصولاً إلى دير العدس ودير ماكر.
ورأى عضو القيادة العسكرية للجبهة الجنوبية في "الجيش الحر" أيمن العاسمي، أنّ قوات النظام "بدأت تستشعر خطورة الوضع في المنطقة الجنوبية، مع اقتراب الثوار من تخوم العاصمة، خصوصاً بعد التقدم الذي أحرزوه أخيراً في محافظتي درعا والقنيطرة، وباتوا على تماس مع ريف دمشق الغربي والجنوبي".
وأضاف العاسمي "النظام دفع بتعزيزات كبيرة في هذه المعركة، غالبيتها من المليشيات الأجنبية اللبنانية والعراقية، مع تسليم القيادة إلى حزب الله، في ظل تهلهل قواته في محافظة درعا، والتي بقي كثير منها مجرد هياكل خارجية، نتيجة خسائرها المتوالية في معاركها مع قوات المعارضة، ونتيجة عمليات الانشقاق أو التنقلات إلى الجبهات المشتعلة في المحافظات الأخرى".
وحاولت قوات النظام الالتفاف من جهة بلدة الطيحة على مقاتلي المعارضة في كفر شمس التي تشهد معارك قوية، فتصدّت لها قوات كبيرة من لواء العز الذي لبى دعوة فصائل درعا وريفها والقنيطرة، وشكّل معها غرفة عمليات موحّدة تحت اسم "فجر التوحيد".
وقال ناشطون أنّ "مجموعات كبيرة من حزب الله والضباط الإيرانيين تقدّمت إلى كفر شمس من ثلاثة محاور، فتصدّى لهم مقاتلو المعارضة، وأعطبوا دبابتين من نوع تي 72 وقتلوا طاقمهما، وسط أنباء عن أسر أربعة مقاتلين إيرانيين وآخر لبناني في أرض المعركة".
وأضاف الناشطون أنّ "قوات النظام بدأت بإعادة ترتيب أوضاعها بعد الصفعة التي تلقتها في محوري دير ماكر وكفر شمس، وربما تعاود الهجوم من جديد على الجبهات نفسها، أو الجبهات البعيدة، وتغير مسار العمليات لتقتحم من جهة القنيطرة بلدات الحميدية ومسحرة وأم باطنة".
بموازاة ذلك، رفعت لجان "الدفاع الوطني" التابعة للنظام (الشبيحة) في منطقة خان أرنبة وجبا في ريف القنيطرة من جاهزيتها، وبدأت تحشد في تل الكروم.
في هذه الأثناء، أعلن 28 فصيلاً عسكرياً في درعا عن بدء معركة (وأخرجوهم من حيث أخرجوكم) للسيطرة على بلدات نامر وقرفا، وضرب كل من الأهداف التالية: حاجز أبو كاسر خربة غزالة، تل الخضر، مهجورة الخضر، تل عرار، الملعب البلدي، كتيبة المدفعية. كما أعلنت هذه الفصائل الطريق الدولي بين دمشق ودرعا منطقة عسكرية.
من جهتها، قالت "جبهة الشام الموحدة"، أن أسيراً إيرانياً لديها أقرّ بوجود خلايا نائمة، تابعة لـ"حزب الله" اللبناني و"الحرس الثوري" الإيراني، تنقل معلومات عن تحركات مقاتلي وقادة المعارضة.
وأضافت في شريط نشر على الإنترنت، أن الخلايا المذكورة تتوزع في درعا والقنيطرة، وأفرادها مدربون على استخدام المفخخات التي يتم تحضيرها وتحديد أهدافها في مقرّات أمنية تابعة لقوات النظام، بالتعاون والتنسيق مع "حزب الله".
العربي الجديد