الرسالة – محرر الشئون العربية والدولية
من المعروف أن إيران تواجه عقوبات دولية منذ أكثر من ثلاثين عاما، رغم ذلك أنشأت برنامجها النووي ، واستفادت فيه من الخبرات الروسية والصينية ودول أخرى منها بعض الدول التي تعارض إيران النووية اليوم, وهو ما يعطي إشارة الى أن هناك سقفا ما لحدود تقبل الأطراف الدولية لفكرة إيران النووية على أن لا يتخطى ذلك الحدود المسموح والمقبول فيها.
يذكر إن الولايات المتحدة وحلفائها تعايشوا مع التجارب النووية الأخرى دون أن يلجئوا إلى خيارات الحرب معها. فلم يسبق للولايات المتحدة أو أي من حلفائها أن خاضوا حربا مع دولة أخرى على خلفية طموحاتها النووية. لكن الاستثناء في الحالة الإيرانية هو دخول الكيان الصهيوني على معادلة البرنامج النووي الإيراني، وعلى معادلة السياسة الدولية في إدارة الصراعات والقضايا الدولية حيث يعتبر البرنامج النووي الإيراني بمثابة تهديد وجودي للكيان، لذا هو يتعامل معه برؤية مختلفة عن باقي الدول، ويتعامل معه برؤية مختلف عن باقي التجارب الدولية النووي الأخرى التي عرفها العالم خارج نطاق الموافقة الدولية عليها.
فقد بدأت الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة بأحدث جهودها وتحركاتها من أجل صناعة توافق دولي حول طبيعة وشكل ومجالات العقوبات الاقتصادية الدولية على إيران بعد أن فشلت في البحث عن الخيارات الأخرى، حيث فشلت كل خططها الإستخباراتية، وتقاريرها التكنولوجية في إقناع دول كثيرة بصحة مزاعمها بشأن البرنامج النووي الإيراني ونوايا إيران من هذا البرنامج والتي كان آخرها الكشف عن منشأة قم السرية. ومن هنا قررت أن تلجا الى خيار العقوبات في هذه المرحلة.
فقد أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأن الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن، بما فيهم الصين، مستعدون للبحث في عقوبات على إيران. فيما قالت سوزان رايس السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، إن القوى الكبرى الست، بما فى ذلك الصين، اتفقت على أن تبدأ في الأيام القليلة المقبلة صياغة عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي. وقال الرئيس أوباما لدى استقباله حليفه ساركوزي أملي أن ننجز هذا الأمر هذا الربيع.. أنا مهتم بأن يفرض نظام العقوبات خلال أسابيع. كما تشارك ألمانيا وبريطانيا الولايات المتحدة وفرنسا ذات الموقف.
وفي هذه الأثناء تبدو الخيارات العسكرية مستبعدة من عدة وجوه، حيث لم تستطع الولايات المتحدة أن تبني على مدى سنوات حربها ضد برنامج إيران النووي تحالفا دوليا يؤيدها للحرب ضد إيران أو دعم خططها العسكرية ، كما أنها لا تملك جبهة مباشرة للانطلاق منها في أية مواجهة عسكرية حيث ما تزال جميع الدول في المنطقة ترفض اللجوء للقوة العسكرية في مواجهة برنامج إيران النووي، إضافة لكثير من العقبات اللوجستية والتكتيكية التي تعيق قدرة الولايات على مواجهة إيران عسكريا.