قائمة الموقع

فتح تلعب على وتر "الثنائية" للتنصل من المصالحة

2015-02-12T10:44:19+02:00
عزام الاحمد وموسى ابو مرزوق
الرسالة نت -فايز أيوب الشيخ

تُصر حركة فتح كعادتها على "اللقاءات الثنائية" مع حركة حماس، الأمر الذي ترفضه الأخيرة باعتبار ذلك خروجاً عن الإجماع الوطني، ولمعرفتها أنها الوسيلة المعتادة لفتح للتنصل من أية تفاهمات أو اتفاقات، مما يفسر الأسباب الحقيقية وراء تعطيل عقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية.

غير أن فصائل منظمة التحرير قررت عقب اجتماع لها في رام الله استكمال الاتصالات مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي لتحديد موعد وصول وفد يمثلها إلى قطاع غزة لاستئناف جهود تحقيق المصالحة الوطنية. فيما خرج موسي أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عن صمته وكشف عن تلقيه اتصالاً هاتفياً من الأحمد يبلغه برغبته في مقابلته لبحث مستقبل المصالحة في القاهرة.

واتهم عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، رباح مهنا، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس ملف المصالحة فيها عزام الأحمد، بعرقلة المصالحة وإعاقة وصول وفد الفصائل إلى قطاع غزة.

استفراد بالقرار والمال

ويرى النائب يحيى موسى القيادي في حركة حماس في الإطار أن العقلية السائدة لدى قيادة فتح الحالية قائمة على الاستفراد بالقرار واستبعاد الآخرين وأقصائهم عن المشهد الفلسطيني، مبيناً أن هذه القيادة عندما تتعاطى مع الديمقراطية باعتبارها شيئا ثانويا يمكن من خلالها تزيين الصورة واستعمال الآخرين كأدوات.

وأكد موسى لـ أن فتح تريد دائماً أن تستحوذ على المال والقرار وتحصر الشرعية عندها وتتعامل مع الآخرين بطريقة استعلائية، مشيراً إلى أن هذا النهج يُظهر أنها لا تريد أن تمضي في المصالحة وألا يكون هناك شهود على ما يتم الاتفاق عليه، ولذلك هي تحاول دائماً أن تُقصي ما وصفها الجماعة الوطنية الفلسطينية.

وشدد موسى على أهمية عدم تمكين حماس لفتح من مرادها في إقصاء الآخرين، مؤكداً أن حركته تصر على إشراك "الجماعة الوطنية" في كل صغيرة وكبيرة لأننا في مرحلة تحرر تحتاج أن يتحمل الجميع مسئولياته، على حد تعبيره.

ونبه إلى أن هدف حركة فتح من وراء تمسكها باللقاءات الثنائية مع حركة حماس هو "تعويم الحقيقة"، لافتاً إلى أن هذا يُظهر النوايا السيئة التي كانت وراء زيارات رئيس وفد فتح للحوار عزام الأحمد لغزة وتنصله من كل الاتفاقيات والتفاهمات.

 هجوم على الفصائل

وشنت حركة فتح هجوماً لاذعاً على الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بسبب ما أسمته محاولة الأخيرة "استرضاء وكسب ود حركة حماس" لتحقيق مكاسب شخصية، على حساب الوحدة الوطنية.

ويرى يحيى رباح القيادي في حركة فتح، أن اعتراض بعض الفصائل على مبدأ الثنائية في الحوارات الوطنية يمثل "ظاهرة" منذ بداية الانقسام، مشيراً إلى أن هذه الاتهامات ثبت عدم صحتها.

وهاجم رباح في حديث لـ"الرسالة" فصائل في المنظمة لم يسمها حاولت أن تُلقي باللوم على حركتي فتح وحماس وتبحث عن براءتها من الانقسام، معتبراً أن "التصيد" بهذه الطريقة غير مفيد، لأن أي اختلاف في الشأن الوطني يتحمل مسئوليته جميع مفردات الوضع الفلسطيني وينعكس سلباً أو ايجاباً على كل الحالة الفلسطينية.

وأضاف " كنا دائماً نقول للفصائل نرجوكم ألا تبسطوا الموضوعات بهذه السطحية الموجودة، لأن هناك مأزق فلسطيني كبير جداً".

ولم يعفِ رباح جميع الأطراف الفلسطينية من التسبب في بقاء حالة الانقسام قائمة بنسبة أو بأخرى، داعياً إلى الأخذ بما قال عنها "الأسباب الموضوعية" المحيطة سواء كان تطرف (اسرائيل) أو اضطراب الإقليم وازدواجية المعايير في العالم والمجتمع الدولي.

واعتبر رباح أن عقد الإطار الموقت للمنظمة هو من أساسيات الاحتياج الفلسطيني، متسائلاً بتهكم "وإلا لماذا وافق الجميع على إنشاء هذا الإطار، ولما كان أحد البنود الرئيسية في المصالحة؟".

 اضطراب في العلاقة

وبنظرة تحليلية، حاول يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس الوزراء الأسبق، تشخيص الوضع الحديث في علاقة حركة فتح بحماس فوصفه بأنه "مضطرب" وفيه كثير من الاتهامات وقليل من الحقيقة.

وشرح رزقة السبب لوصفه سالف الذكر، بأن هناك وفد لمنظمة التحرير كان ينتوي زيارة قطاع غزة لمعالجة المصالحة بينما لا توجد معلومات دقيقة حول هذا الوفد، ثم يتهمون حماس بأنها تعطله في حين الأخيرة تريد "إشهاد" المنظمة على الإجراءات وتُشركها بالاطلاع على الحيثيات، وبالمقابل حركة فتح تريد أن تكون اللقاءات ثنائية.

وأرجع رزقة في حديثه لـ"الرسالة" الاضطراب الحاصل في المصالحة إلى أن القرار السياسي غير موجود وخاصة فيما يتعلق بعمل حكومة التوافق في قطاع غزة، مبيناً أن لدى فتح قرار من عباس "بتضييع الوقت" واستثمار المزيد من هذا الوقت لحين اقتراب موعد الانتخابات (الاسرائيلية) لكي يضع رؤيته بعد هذه الانتخابات.

وذكر رزقة أن كل لقاءات حماس مع فصائل العمل الوطني والاسلامي مؤخراً، جرى الاتفاق فيها على أن تكون أي لقاءات أخرى حول المصالحة بحضور الفصائل لكي تكون عاملا شاهدا من ناحية ومنشطا لعملية التنفيذ لما يتم الاتفاق عليه من ناحية أخرى.

اخبار ذات صلة