كشف المُحلل الإسرائيليّ للشؤون العسكريّة في موقع (WALLA) الإخباريّ أمير بوحبوط، النقاب عن أنّ قادة كبار في سلاح البحرية "الإسرائيليّ" على وشك البت في برنامج العمل للسنوات الخمس القادمة، ويطالبون القيادة العامة للجيش بزيادة عدد السفن الحربية القادرة على إطلاق الصواريخ وذلك لحماية مواقع التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في البحر المتوسط، وتحسين قدرة الوصول إلى الأهداف البعيدة المدى.
وتابع المُحلل بوحبوط، نقلاً عن مصادر وصفها بأنّها عالية المستوى في الجيش قائلاّ:" إنّ سلاح البحرية رصد التطورات الجارية في أسلحة البحرية لدول معادية لإسرائيل واعتبرها نقاط تحول خطيرة، على حد تعبير المصادر.
كما نقل الموقع عن ضابط رفيع المستوى في سلاح البحرية قوله إنّ هناك حاجة ملحة وضرورية لتحسين قوة سلاح البحرية، موضحًا أنّ سلاح البحرية يدرس إمكانيات التزود بقذائف قصيرة المدى وبعدية المدى وتركيبها على السفن الحربية لضرب أهداف على اليابسة، حسبما ذكر.
وأردف الضابط عينه قائلاً:" إن هناك أمورًا كثيرة يمكن القيام بها من الجو واليابسة، بمقدور سلاح البحرية القيام بها وتنفيذها من عرض البحر، على حد قوله.
وأضاف الموقع أنّ قيادة الجيش والقيادة السياسية باتت تدرك اليوم أكثر من أيّ وقت مضى إنّه يتحتّم مضاعفة قوة سلاح البحرية وزيادة عدد السفن الحاملة للصواريخ، بعد أن تضاءل عدد هذه السفن في العقود الأخيرة.
وبحسب الضابط نفسه فإنّ سلاح البحرية مطالب الآن بحماية مواقع التنقيب عن الغاز في عرض البحر، وأنّ هناك حاجة لقوات بحرية أكبر لإظهار القوة الإسرائيليّة، من جهة، والرد على كل محاولة لضرب هذه المواقع من جهة أخرى، مُشدّدًا على أنّ سلاح البحرية بحاجة لسفن وزوارق بحرية يمكنها المكوث في عرض البحر أطول وقت ممكن، على حد وصفه.
بالإضافة إلى ذلك، قال الموقع الإخباري الإسرائيليّ إنّ الضابط ذاته كشف النقاب عن أنّ السفن والزوارق الحربية "الإسرائيلية "من طراز (ساعر 5) باتت قديمة، يزيد عمرها عن 15 عامًا، وأنّ هذه السفن والزوارق قضت أكثر من نصف عمرها في عرض البحر، وهناك حد لما يُمكن لهذه السفن ومعداتها وأجهزتها تحمله خاصة بسبب حجمها وكبر معداتها الحربية والقتالية، ناهيك عن أنّه على سلاح البحرية أنْ يؤثر على ما يجري على اليابسة في المدى القريب، لا أنْ يُشكّل مجرد قوة مساعدة للجهد الحربيّ.
ولفت الموقع أن القائد العام للجيش "الإسرائيليّ"، الجنرال بيني غانتس، الذي انتهت ولايته اليوم الاثنين، كان قد قال في أحاديث صحافية نهاية الأسبوع الماضي إنّ الجيش الإسرائيليّ بات جاهزًا وحاضرًا لمُواجهة أيّ سيناريو جديد، بما في ذلك مواجهة محتملة في الشمال مع حزب الله.
ولفت الضابط، الذي تحدّث للموقع، إلى أنّ سلاح البحرية يخشى من تهديد الصواريخ على المياه الإقليمية لإسرائيل، ونقل عنه قوله إنّ حزب الله سيستخدم الصواريخ لفرض حصارٍ مائيٍّ على إسرائيل، وزاد الضابط نفسه قائلاً إنّ 99 بالمائة من الاستيراد" الإسرائيليّ" يتّم عن طريق البحر، ولكن للأسف الجمهور لم يفهم حتى الآن تبعات وإسقاطات الحصار البحريّ على إسرائيل، وأنّه خطير للغاية على المصالح الإسرائيليّة.
وزاد الموقع قائلاً، نقلاً عن ضابط كبار في سلاح البحرية، إنّ تقديرات الأجهزة الأمنية في إسرائيل تؤكّد على أنّ حزب الله سيستعمل الصواريخ، التي يصل مداها إلى ثلاثين ميل من شواطئ لبنان باتجاه سفن تجارية "إسرائيلية"، وليس بالضرورة ضدّ سفن حربية، وذلك بهدف إبعاد هذه السفن ومنعها من الوصول إلى الموانئ" الإسرائيلية".
وأشار إلى أنّ خطوة من هذا القبيل تحمل في طياتها أبعادًا اقتصادية خطيرة جدًا على "إسرائيل"، وإسقاطات إستراتيجية على الأمن القومي الإسرائيليّ، وبالتالي فإنّ أحد الأهداف الرئيسية لسلاح البحرية إبعاد هذا الخطر الإستراتيجي ومحاولة منعه، على حد قوله.
وقالت مصادر عسكرية رفيعة في الجيش للموقع الإخباريّ إنّ هناك قلقًا عارمًا في المؤسسة الأمنية من حصول حزب الله على أسلحة متطورّة ومتقدّمة من سورية من شأنها أنْ تكسر التفوق "الإسرائيلي"، أو كاسرة التوازن، وبالتالي تُهدد المياه الإقليمية لإسرائيل، موضحةً أنّ سلاح البحرية، بالإضافة إلى الأجهزة الأمنية الأخرى، تُتابع عن كثب التطورات في الأزمة السورية، وإذا رأت أنّ هناك حاجة للرد العسكريّ، فلن تتورع عن القيام بذلك، على حد قوله.
وبحسب الضابط نفسه، فإن ما يُثير القلق العارم في إسرائيل هو قيام سوريّة مؤخرًا بالكشف عن أنّها تملك صواريخ من طراز (ياخونت)، وهو صاروخ يخترق سرعة الصوت ومن إنتاج روسيّ، ويُعتبر أكبر تهديد للأساطيل الغربيّة، على حدّ تعبيره.
صحيفة راي اليوم