قائد الطوفان قائد الطوفان

"إسرائيل" تبرّر قتل الصحفيين والعالم "يُنافق"

احد الشهداء من الصحفيين في غزة (الأرشيف)
احد الشهداء من الصحفيين في غزة (الأرشيف)

الرسالة نت-معاذ مقداد

يتبجّح الاحتلال الإسرائيلي باعترافه باستهداف صحفيين فلسطينيين أثناء العدوان الأخير على قطاع غزة، بل ويبرّر عملية قتلهم بشكل متعمّد، في الوقت الذي يتضامن فيه العالم مع صحفيين سقطوا ضحايا بعمليات قتل مختلفة.

وكان قد استشهد في العدوان الإسرائيلي الأخير 17 صحفيًا وأصيب 19 آخرين، من بينهم صحفيان من قناة الأقصى وصحيفة الرسالة، فضلا عن تدمير 11 مؤسسة اعلامية.

وتكفل القوانين الدولية حرية عمل الصحفيين وحمايتهم من الخطر خاصة وقت الحروب.

ونصفت المادة 79 من البروتوكول الاضافي الملحق باتفاقية جنيف 1949 لحماية المدنيين بالنزاعات العسكرية، على "أن الصحفيين المدنيين الذين يؤدون مهماتهم في مناطق النزاعات المسلحة يجب احترامهم ومعاملتهم كمدنيين، وحمايتهم من كل شكل من أشكال الهجوم المتعمد".

تشريع القتل

مدير عام مؤسسة الرسالة للإعلام وسام عفيفة، اعتبر تبرير (إسرائيل) قتل الصحفيين "إجازة" بقتلهم على خلفية انتماءاتهم السياسية، وقال إنها جريمة (إسرائيلية) ليست مرتبطة بالعدوان الأخير فقط، بل في كل الحروب السابقة.

ووفق عفيفة، فإن هذا التبرير قد يشرعن للمقاومة الفلسطينية استهداف الصحفيين الإسرائيليين، أصحاب الميول المتطرفة الذين خدموا في الأجهزة العسكرية الإسرائيلية.

ويؤكّد مدير عام الرسالة أنه ليس من حق الاحتلال أن يحدد هوية الصحفيين وانتمائهم ولا قتلهم سواء في اماكن عملهم أو منازلهم، وأن ما خرجت به وسائل الإعلام العبرية إدانة للاحتلال بجرائم قتل صحفيين تحميهم القوانين الدولية.

وكان مركز الاستخبارات (الإسرائيلي) ادّعى وفق القناة العبرية السابعة أن من بين الـ 17 صحفيًا الذين قتلوا في غزة، ثمانية ناشطين من حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

من جهته، اعتبر يونس أبو جراد نائب رئيس كتلة الصحفي الفلسطيني في حديثه مع "الرسالة" الادعاءات الإسرائيلية بانتماء الصحفيين لفصائل فلسطينية، محاولة للتغطية على جريمة استهدافهم، ووضع مبررات مسبقة لأي جريمة مقبلة بحق الجسد الصحفي الفلسطيني.

وذكر أن الاحتلال يريد أن يميّز بين الصحفيين بطريقة عنصرية، ويبعث رسالة للفلسطينيين مفادها أن من يغطي الاحداث ويعمل في مؤسسات إعلامية معينة هو هدف مشروع.

وطالب أبو جراد جميع المؤسسات المعنية، خاصة نقابة الصحفيين، أن تؤدّي الدور المطلوب لحماية الصحفيين الفلسطينيين، والتواصل مع المؤسسات الدولية، والرد بشكل قوي على ما يثار ضد الإعلاميين.

عالَم منافق

ويملك المجتمع الدولي رصيدا غير مبرر من النفاق في حجم تضامنه مع الصحفيين وشكله، ففي حين هبّ العالم للتضامن مع صحفيي مجلة "شارلي ايبدو" الفرنسية، غضّ ومؤسساته الحقوقية الطرفَ عن قتل صحفيين فلسطينيين اعترف الاحتلال باستهدافهم بشكل مباشر أثناء العدوان.

وفي السياق، عبّر مدير عام مؤسسة الرسالة، عفيفة، عن أسفه لعدم رصد المؤسسات الدولية انتهاكات الاحتلال بحق الصحفيين، وقال إن صمت العالم اتجاه ممارسات الاحتلال ضد الصحفيين الفلسطينيين "شرعنة" لاعتقالهم وقتلهم.

والمفارقة أن استشهاد 17 صحفيًا في العدوان الإسرائيلي لم يحرك ساكنًا لدى مؤسسات السلطة الفلسطينية، ولم تجر ادانة قتلهم أو إبداء الرئيس محمود عباس التضامن معهم، وهو ما يعطي الضوء الأخضر لتمرير الرواية الإسرائيلية.

البث المباشر