ندد إعلاميون فلسطينيون في غزة، بازدواجية التغطية الإعلامية الغربية، في تناول الأحداث المتعلقة بالعرب في الدول الأوروبية، والتي كان آخرها حادثتي "شارلي إيبدو، وشابل هيل".
وأكدوا أن الاعلام الغربي منحاز في تناول الأحداث، ولا ينتهج المصداقية، خاصة في الوقائع المتعلقة بالعرب.
جاء ذلك خلال ندوة حوارية نظمها منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، اليوم الخميس، بعنوان "ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية" (شارلي ايبدو، وشابل هيل نموذجًا) في فندق آدم غرب مدينة غزة.
الصحفي وسام عفيفة مدير عام مؤسسة الرسالة للإعلام، قال إن تغيرات ملحوظة في الإعلام الغربي بشأن تغطية الاحداث المتعلقة بالعرب، منذ انتهاء الحرب على غزة، حتى اللحظة.
وأضاف عفيفة في كلمة له خلال الندوة، أن إعلام الغرب يتجاهل الأحداث الجارية في الدول العربية، ويبتعد عن المصداقية.
وبيّن أن هناك اشكاليات عدة تواجه الإعلام العربي، والتي تتمثل في هيمنة الغرب على وسائل الاتصال العربي، مشيرًا إلى وجود محاولات لكسر تلك الاحتكارات ولكن مازالت الفجوة قائمة حتى اللحظة.
وتابع "لا يوجد في العالم العربي أي تطوير في جانب الانتاج التكنولوجي، وما زلنا نعيش في الإعلام المسيّس، بالإضافة إلى حجم الحريات المحدود".
وفي السياق، أكد عفيفة على ضرورة استثمار الإعلام الاجتماعي الجديد، في نقل الأحداث الجارية في العالم. وقال إن نجاح الاعلام العربي يعتمد بشكل كبير على الاعلام الجديد.
وأوضح أنه حقق للمشاهد العربي مساحة لا يمكن أن تكون في وسائل الاعلام التقليدية، لأنها خارجة عن الإعلام المُسيّس، ولم يدخل تحت أطر الإعلام العربي.
وأشار إلى وجود عدم استثمار الاعلام الجديد في وسائل الاعلام العربي، لافتًا إلى أن الكادر البشري يحتاج إلى تطوير في المضمون والمحتوى.
بدوره، قال حسام شاكر خبير الإعلام في الدول الأوروبية بفيينا، إن وسائل الإعلام لها مصالح وسياسات محددة تتبعها في التعامل مع الأخبار والأحداث المتعلقة بشئون العرب وغيرها.
وأكد شاكر خلال كلمة له عبر "السكايب"، ما ذهب إليه عفيفة، في اتساع مساحة الانحياز في الإعلام الغربي، والبعد عن المصداقية في نقل الاحداث.
وأضاف أن وسائل الإعلام ليست ثابتة في السياسة التحريرية، مشيرًا إلى أن مشكلة ازدواجية الإعلام تعود إلى عدم التكيف مع الواقع.
وأشار إلى أن خيارات تحول الإعلام العربي قائمة حتى اللحظة، لكن العالم العربي مازال ضعيفًا في ترتيب جدول أعماله، ويعتمد على ردة الفعل الناجمة عن الاحداث.
وشدد على ضرورة استثمار الإعلام الاجتماعي الجديد في نقل الوقائع ، نظرًا لكثرة متابعيه في الفترة الراهنة، والتقدم التكنولوجي الملحوظ في العالم.
من جانبه، أكد فارس الغول مراسل وكالة اسوشيتدبرس بغزة، على أهمية دور الإعلام الجديد في نقل الأخبار العربية، في الدول الاوروبية، وخاصة حادثتي "شارلي إيبدو، وشابل هيل".
وبيّن الغول في حديثه عن دور المراسلين العرب في وسائل الاعلام الاجنبية، أن وسائل الاعلام الغربية تضع شروطًا لهم في تغطية الاحداث، ومصداقيتها.
وأعرب عن استغرابه، من النظرة السلبية التي ينتهجها المجتمع الفلسطيني للعاملين في وسائل الاعلام الاجنبية، مشيرًا إلى أنهم يواجهون صعوبات في نقل الصورة للجمهور الخارجي، نظرًا لوجود بعض وسائل الاعلام المسيسة في القطاع.
ولفت إلى أن المشكلة في الإعلام الغربي تكمن في صياغة الأخبار واختيار الكلمات التي تتعلق بالأحداث العربية.