الضفة الغربية – الرسالة نت
الأمل قرين الإنسان ، وأيضا قرين لام بكر بلال ، بل هي الأمل بحاله ، أمل طالما عاشت معه وخبرته طوال ثمانية عشرة عاما هي رحلة أولادها مع الأسر ، لا تعرف أم النسور أن تربيهم على الخنوع ولا تطيق أن ترضعهم لبن الخنى ، لأنها تكبر بهم عندما يكون نسورا .
كانت بداية رحلتها مع الأسر مع نجلها عثمان عندما كان من قادة الجناح العسكري لحركة حماس فإعتقل ، ليحكم بالمؤبد ولتبدأ لها حكايات جدية فصولها رمضان وأعياد بدون عثمان ، تنظر إلى كل مائدة طعام تستذكره ، تقف شربة الماء في حلق أم طالما أحبت أبنها لأنها ربته على فضائل الأخلاق فعثمان لم يكن بالعاصي لوالدته ليبتعد عنها ،إنما هو كلمات سمع والده الشيخ سعيد بلال يتمتم بها ، عن الجهاد والدفاع عن الأرض ، وحب الدين ، عثمان كبر وأبى بعدما رضع لبن العزة إلا أن يكون مجاهدا يدافع عن أرضه ، فكان الأسر من نصيبه ، في طريق يردد السالكون فيه " أماه لا تجزعي فالحافظ الله إنا سلكنا طريقا قد خبرناه لا تجزعي لفتى إن مات محتسبا فالموت لله أسمى ما تمناه " .
رحلة أم بكر لم تقف عند حدود عثمان لتمتد إلى معاذ ، ولينضم لركب النسور ، حيث كان الاعتقال والحكم 26 مؤبدا ، القافلة تسير وينضم لها "بكر" كبيرهم الذي لا يخرج من اعتقال إلا ليعاد اعتقاله مره أخرى ليصبح ما أمضاه حتى الآن تجاوز العشر سنوات ، و"عبادة" الذي اعتقل بعد اقل من عام على زواجه و الذي يقضي حكم عشر سنوات وهو اصغر أولاد الحاجه ام بكر، وحال "عمر" أوسطهم ليس بافضل فقد ذاق مرارة الاسر مرات ومرات، وما بين هذه التقسيمة مرت رمضانات لا يكون في البيت أحد سوى الشيخ "سعيد بلال " ، والذي كان قدر الله أن يرتحل قبل أن يجتمع بفلذة أكباده على مائدة واحدة في رمضان .
تقول أم بكر لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان" في رمضان يزداد حزني وحنيني لأولادي المحرومة من زيارتهم إلا بتصاريح خاصة تصدر كل عام مره اذهب إليهم وهم موزعون على أكثر من سجن حتى الاخوه غير قادرين على التجمع بسجن مع بعضهم البعض."
18 عشرة عاما لم يجتمع شمل العائلة على مائدة إفطار واحدة ، وحتى وإن اجتمعت فستكون ناقصة لأنها ستكون مملوءة بذكريات الوالد الذي غيبه الموت .
فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان قال أن عائله الشيخ سعيد بلال من أكثر عائلات فلسطين تضحية وقد لاقت من ألوان العذاب ما تنوء عن حمله الجبال فالاعتقالات المتتالية لأفراد الأسرة.
وأضاف الخفش أن أكثر ما يؤلم في قصه أبناء الشيخ سعيد بلال كان وفاة الوالد الذي يمثل لأبنائه الكثير وخبر وفاة الوالد من دون أن يكون حد من أولاده بجواره لكي ينزله قبره أو يساعد في غسله ودفنه.
وقال الخفش أن من حقد الاحتلال وتلذذه على تعذيب الفلسطينيين منع تجميع الأخوة في سجن واحد بالرغم من إن الاخوه الأسرى الاربعه قد طالبو أكثر من مره مصلحة السجون بتجميعهم إلا أن إدارة السجون كانت ترفض طلبهم.