قائد الطوفان قائد الطوفان

وصل عددهم لـــ85 ألف نسمة

فلسطينيو السويد لم يتذوقوا "العسل واللبن" وصدمتهم قوانين الهجرة

b3b7439a-1327-4a35-9274-1ae2751478bb
b3b7439a-1327-4a35-9274-1ae2751478bb

الرسالة نت-مها شهوان

في ظل الاوضاع السياسية المتردية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، لاسيما في قطاع غزة الذي يعاني الحصار والدمار والحروب قررت العديد من العائلات الرحيل إلى شواطئ أوروبا فمنهم من ركب بصحبة ذويه عرض البحر دون الاكتراث للمخاطر التي ستلحق بهم, وبعضهم حاول التسلل إلى تلك الدول بطرق غير شرعية كون ما يشغل بالهم " العسل واللبن" الذي سيتذوقون عند وصولهم كما صورت لهم مخيلتهم.

الوصول إلى تلك الدول الاوروبية بسلام لا يعني الحصول على اقامة أو جنسية سحرية فالإجراءات القانونية صارمة، ومن لم يتم ترحيلهم واعادتهم لبلادهم يوضعوا في مخيم اللاجئين كما هي الحال في دولة السويد التي يقطنها ما يقارب الـ 85 ألف فلسطيني عدد كبير منهم من قطاع غزة حصل بعضهم على الجنسيات والمئات منهم لا يزالوا ينتظرون في المخيمات.

مؤخرا افتتح رئيس السلطة محمود عباس السفارة الفلسطينية في السويد لتكون الاولى في أوروبا بعدما كانت ممثلية، وذلك لتعنى بشئون الفلسطينيين وتقديم الخدمات لهم.

قوانين الهجرة

قبل سبع سنوات قرر الشاب جمال.ع -29 عاما- الرحيل عن قطاع غزة بعدما اقنعه رفقاؤه بالسويد أن يلحق بهم حيث فرص العمل والامان، انتهز الفرصة وتسلل إلى الدول الأوروبية حتى دخل السويد دون أن يحصل على اقامة أو جنسية حتى اللحظة.

وقال "للرسالة نت" أنه يقطن منذ وصوله في مخيم للاجئين ويحصل على مبلغ زهيد من المال بالكاد يسدد احتياجاته الاساسية، فهو لا يستطيع بناء عائلة كبقية رفقائه وكذلك يعمل خلسة بعض الأوقات.

ويروي أنه يشارك منذ فترة طويلة في اعتصام إلى جانب عدد كبير من الفلسطينيين غير الحاصلين على إقامات، بالإضافة إلى أنهم أضربوا عن الطعام مدة ثلاثة شهور أملاً في

أن تمنحهم السلطات السويدية الاقامات، واستغلوا حينئذ العدوان الاخير على غزة لكن دون فائدة كون قوانين الهجرة السويدية صارمة.

وهنا حكاية سارة القاضي -23 عاما- بعدما يئست وذووها طرق الابواب لحل مشكلتهم في السويد قررت كتابة رسالة عبر الفيسبوك إلى رئيس السلطة عله يسمع صوتها ويساعدهم في مشكلتهم.

الشابة القاضي تحمل وثيقة مصرية فقد تم طرد عائلتها قبل أربع سنوات من دولة الامارات فغامر والدها وذهب إلى السويد ظنًا أنه سيجد الجنسية والحياة الرغد هناك، لكن الواقع صدمهم حينما وجدوا أنفسهم يعيشون في مخيم للاجئين.

بكلمات مقتضبة تختصر حكايتها قالت" أحلم بدليل يثبت شخصيتي، فلا أملك هوية فلسطينية ولا جواز سفر(..) أشعر بالقهر حينما أرى عباس يمنح الفنانات العربيات جواز سفر فلسطيني ونحن اهل الشتات لا نستطيع الحصول على أبسط حقوقنا"، متابعة: من حقي التعليم وتأسيس أسرة كبقية الفتيات لكن عدم وجود اثبات بحوزتي يعيق ذلك".

كثيرة هي الحكايات التي يعانيها فلسطينيو السويد، فهم يهربون من الوضع المأساوي في بلدهم لكن بعد رحيلهم يشعرون بقيمتها لما يعانونه من ظلم واضطهاد في الدول الاوروبية.

السفارة الفلسطينية

من ناحيته أكد محمد ربيع نائب السفير الفلسطيني في السويد "للرسالة" بأن افتتاح السفارة بشكل رسمي لا يختلف كثيرا من ناحية الخدمات التي كانت تقدمها الممثلية فالتغيير شكلي، مشيرا إلى أن الخدمات التي تقدم هي تجديد جوازات السفر وشهادات الميلاد والزواج واثبات الجنسية.

وأكد خلال حديثه عبر الهاتف أن حجم المعاملات التي تنجز يوميا قرابة العشرين، مبينا أن سفارته ترعى ما يقارب الـ85 ألف فلسطينيا في السويد يقطنون في مدينتي "مالمو" و "جوتنجبرد" جنوب البلاد، وكذلك في أوبسالا في الشمال.

ولفت ربيع إلى أن عددًا كبيرًا من الفلسطينيين لاسيما سكان قطاع غزة يحاولون الوصول إلى السويد لكنهم يصدمون بقوانين الهجرة ولا تستطيع السفارة مساعدتهم، مشيرا إلى أن فلسطينيي الضفة والشتات يواجهون صعوبة أكثر في الحصول على اقامات بخلاف الغزيين فالحروب التي تمارس ضدهم تساعدهم بعض الشيء في نيل بعض للإقامات.

وبحسب قوله فإن تحسين أوضاع الفلسطينية يعتمد على تصويب القوانين التابعة لدائرة الهجرة السويدية، مبينا أن الأخيرة كثيرا ما تقر لبعض العائلات الفلسطينية بتسفيرهم إلى بلادهم لكن لا ينفذ الامر.

وخلال الحديث إليه كان بضيافته عائلة فلسطينية دخلت بولندا وبصم الوالدين فيها دون الأبناء، فأقرت دائرة الهجرة السويدية بتسفيرهم إلى بولندا بينما أبنائهم الصغار حصلوا على اقامات سويدية خاصة وصلوا بعد حرب غزة الأخيرة.

وعن المنح الدراسية التي توفرها السفارة للطلبة الفلسطينية اختتم ربيع قوله: "لا يوجد منح، فالسويديون يخشون ذلك كون غالبية الطلبة الذين يذهبون للدراسة في أوروبا لا يرحلون".

البث المباشر