علقت صحيفة "اندبندنت" البريطانية على الدور القيادي الذي تضطلع به المستشارة الألمانية انجيلا ميركل على مستوى العالم.
واستهلت الصحيفة تعليقها بالقول إن ميركل ليست أقوى شخصية قيادية في التاريخ الأوروبي الحديث وحسب ، بل هي في الواقع قائدة العالم الحر.
وعزت الصحيفة هذا التطور بالدرجة الأولى إلى انحسار الدور الأمريكي، مشيرة إلى أن هناك شعورا بأن الولايات المتحدة فقدت جزءا من ثقتها بنفسها في أعقاب الأزمة المالية وفي ظل التوترات السياسية في واشنطن الأمر الذي أكسب ميركل قوة ونفوذا.
ولفتت الصحيفة إلى أن مراقبين يرون أنه في حال فوز وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية المقبلة ، فإنها ستصبح بذلك أول امرأة في تاريخ الإنسانية توصف بأنها أقوى شخصية على مستوى العالم ، وتابعت "لكن بنظرة إلى الأسابيع الماضية والأسابيع المقبلة، سنجد أننا تجاوزنا هذه الخطوة بالفعل".
احتياطي ليبيا النفطي ينضب
صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بدورها، اهتمت بالوضع في ليبيا، وقالت إن التهديد الجديد الذى يواجه هذا البلد الغني بالنفط من بين الكثير من التهديدات الوجودية هو احتمال نفاد الأموال لديها.
فبعد أربع سنوات من الثورة ضد الديكتاتور الراحل معمر القذافي، أصبح البلد محاصر من كل الجهات، حيث تتنافس حكومتين على السلطة والموارد وتفرض الميليشيات والعصابات المسلحة نظام العدالة المتقلب الخاص بها، وأبعدت الهجمات المستثمرين والدبلوماسيين.
وهذا الانهيار البطيء للبلاد تجلى عندما نشر مسلحو الدولة الاسلامية فيديو ذبح المصريين على شاطئ البحر المتوسط، وبعدها قامت الطائرات الحربية بضرب أهداف للمتشددين انتقاما. إلا أن ليبيا تواجه خطرا آخر أقل وضوحا، ولم يحظ بانتباه العواصم الغربية بعد لكنه يهدد بالتسبب في مزيد من الاضطراب ربما أعمق بكثير. حيث يقول الاقتصاديون والمسئولون الليبيون والأمريكيون إن ليبيا تحرق احتياطيها من النفط بمعدل مقلق مع سعي البلاد لدفع فاتورة ضخمة من الأجور والدعم بدون الاستفادة من عائدات النفط الوافرة في المعتاد، وهي تقريبا المصدر الوحيد للدخل في البلاد.
وفي العام الماضي، أنفقت ليبيا ما يقدر بـ27 مليار دولار من احتياطيها النقدي، الذي يقف الآن حول 81 مليار دولار وفقا لصندوق النقد الدولي. وما لم يسمح القتال باستئناف صادرات النفط الكبرى، يمكن أن تستهلك البلاد نفس الكمية هذا العام.
وقال مسؤول أمريكي رفض الكشف عن هويته إن المال ينفد من ليبيا، فماذا لو أفلست، فعندما لا يكون لديها عملة صعبة، لن تستطيع شراء الغذاء ومن ثم سيكون هناك أزمة إنسانية هائلة. وتابعت الصحيفة قائلة إن الوضع مذهل بالنسبة للدولة العضو في منظمة الأوبك التي كانت تصدر النفط الخفيف لأوروبا، ويشكل النفط تقريبا 100% من الصادرات الليبية، ومن ثم فهو شريان الحياة الاقتصادي للبلاد. وقبل عام 2011، كان إنتاج النفط حوالي 1.6 مليون برميل يوميا.
لكن الآن، ومع استمرار المواجهات بين مجموعة من الفصائل المسلحة الساعية لتأمين نصيبها من عائدات النفط، يتراوح الإنتاج بين 200 إلى 300 ألف برميل يوميا. وأغلب النفط الذى لا يزال يتدفق يأتي من المدن الساحلية. كما تراجعت أسعار النفط عالميا بمقدار النصف تقريبا منذ يونيو الماضي وهو ما أدى إلى تخفيض عائدات النفط الليبي بشكل أكبر.