استلّ مجموعة من الفنانين الصغار سيوفهم الخاصة، وبدأوا معركةً من نوع آخر، يخطوا بألوانهم تفاصيل "وجَع تموز" في محاكاةٍ للعدوان الأخير على غزة، وشرحٍ للألم الذي لم ينتهي مع نهايتها.
المعرض الفني "وجَع تموز"، جسّد خلاله عددٌ من الفنانين الصغار كل لحظات الموت والرعب التي عايشوها خلال العدوان (الإسرائيلي) الأخير بـ 50 لوحةً فنية، نظّمه مركز بناة الغد التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر، الثلاثاء بخانيونس.
من أولئك الصغار كان الفنان سليمان شاهين أحد المشاركين بالمعرض، والذي اكتسب خبرته الفنية منذ صغره، وقام بتنمية مواهبه من خلال مشاركته بالدورة الفنية التي سبقت المعرض.
شاهين أبدى سعادته بالمشاركة بالدورة التي سمحت له أن يُطلق العنان لما بداخله للتعبير بتلك اللوحات الفنية، فيما حضر المعرض مجموعةً من كبار الفنانين والمثقفين.
الفنان محمد أبو لحية المشرف على تدريب الفنانين الصغار، أكد أنها كانت تجربةً مليئة بعنفوان الطاقة الفنية التي أفرزتها الحرب الأخيرة، مشيرًا إلى أن "اللوحات حقيقية تحكي قصصًا حدثت أثناء الحرب".
أما مريم زقوت، مديرة جمعية الثقافة والفكر الحر، قالت إن ما يميز المعرض لمسات 14 من الفنانين الصغار بريشتهم التي عبروا من خلالها عن آلام الحرب ولحظاتها المرة من فقدٍ للأحبة أو تدميرٍ لبيوتهم وأغلى ما يملكون.
وأضافت لـ 
: "الفنانون الصغار نفضوا غبار الحرب ليعبروا عما يختلج صدورهم ويبعثوا رسالة للعالم أن آثار الحرب ما زالت تؤرق الصغار والكبار في غزة المجروحة".
وتعرض قطاع غزة لعدوان (إسرائيلي) خلال صيف العام المنصرم، أدى لارتقاء حوالي 2200 شهيد وإصابة أكثر من 11 ألفٍ معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة لتدمير آلاف المنازل والمنشآت وتشريد أصحابها.