التنس العربي.. بين الواقع والتاريخ

التونسي مالك الجزيري
التونسي مالك الجزيري

الرسالة نت - وكالات

صنع الثلاثي الصربي نوفاك دجوكوفيتش والإسباني رافائيل نادال والسويسري روجيه فيدرر جزءا من تاريخ رياضة التنس الأرضي المعروفة بـ"لعبة الأمراء" عالميا وعربيا.

وبنفس الطريقة التي تشتهر بها هذه الأسماء عالميا وعربيا، ربما لا يدرك الكثيرون وجود لاعبين ولاعبات عرب يمارسون هذه الرياضة لأسباب متنوعة؛ منها عدم انتشار البنية التحتية الملائمة لممارستها وبكل تأكيد لكون كرة القدم هي الشغف الأول لمحبي الرياضة في الوطن العربي.

ويعدّ وضع لعبة التنس في العالم العربي مؤسفا بصورة كبيرة، فإذا كانت بعض الرياضات الأخرى الفردية تشهد تألقا من اللاعبين العرب، مثل الإسكواش، لعبة المضرب الراقية الأخرى التي يبدع المصريون فيها ويتمتعون بمراكز في تصنيفات العشرة الأوائل سواء على صعيد الرجال أو السيدات، فإن رياضة الكرة الصفراء بعيدة تماما عن تحقيق مثل هذه الأشياء، على الأقل في الوقت الجاري.

الأمراء

وبالنظر إلى تصنيف رابطة لاعبي التنس المحترفين فإن العالم العربي ممثل في قائمة أول ألف مصنف بتسعة لاعبين فقط، أولهم يحتل المركز الـ72 وهو التونسي مالك الجزيري، وآخرهم المصري مازن أسامة في المركز 902.

وكان أفضل مركز وصل له الجزيري صاحب الـ"31 عاما" والذي يدربه الصربي ديان بتروفيتش هو الـ65، فيما كانت أفضل إنجازاته في عالم البطولات الكبرى كونه أول تونسي وعربي يصل للدور الثالث في بطولة أستراليا المفتوحة؛ وهو الأمر الذي تحقق في نسخة العام الجاري.

وفاز اللاعب التونسي خلال مسيرته بتسعة ألقاب من بطولات "فيوتشر"، ولقبين من فئة "تشالنجرز"، وهي بالمناسبة بطولات ليس لها أي ثقل معترف به حيث تمنح عددا قليلا جدا من النقاط.

ويأتي المصري محمد صفوت صاحب الـ"24 عاما" بعد الجزيري في المركز الثاني بتصنيف العرب في اللعبة، لكنه يحتل المركز الـ264 عالميا، حيث يشارك حاليا في بطولة "تشالجنرز" بالهند.

وبعد صفوت يأتي المغربي الأمين وهاب الثالث عربيا والـ335 عالميا، ثم المصري شريف صبري رابعا (466 عالميا)، فمواطنوه عصام الطويل خامسا (684 عالميا) وكريم مأمون سادسا (700 عالميا) ثم المغربي ياسين أدمبارك سابعا (717 عالميا)، فالمصري كريم حسام سابعا (892 عالميا)، ومواطنه مازن أسامة 902 عالميا.

الواقع والتاريخ

ويحتضن العالم العربي عددا من بطولات التنس مثل الدوحة ذات الـ250 نقطة، ودبي ذات الـ500 نقطة، وكازابلانكا ذات الـ250 نقطة، لكن لاعبيه رغم هذا لا يزالون غير قادرين على التقدم في التصنيف كما حدث دائما على مر التاريخ.

ولم يكن للعرب تاريخيا ثقل في عالم اللعبة "البيضاء"، حتى أن أكبر إنجازات حققوها كانت عن طريق لاعب تشيكوسلوفاكي حصل على الجنسية المصرية هو ياروسلاف دروبني وفاز بثلاث بطولات غراند سلام.

وتوّج دروبني في 1951 و1952 ببطولة فرنسا المفتوحة، وويمبلدون عام 1954، حيث كان قد هرب من النظام الشيوعي في بلاده، والذي كان يستخدمه للدعاية وسعى إلى الحصول على أكثر من جنسية مثل الأمريكية والأسترالية، لكن طلبه قوبل بالرفض حتى عرضت عليه السلطات المصرية الجنسية فوافق، وظل يلعب بها منذ 1950 حتى 1959.

البث المباشر