قالت الفصائل الفلسطينية إن الخلافات الداخلية بين حركتي فتح وحماس، تعطّل حل الأزمات التي يعاني منها المواطنين في قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 8 أعوام.
وطالبت الفصائل خلال مسيرة نظمتها حركة الجهاد الإسلامي بغزة، تحت عنوان "معًا لمواجهة الارهاب الإسرائيلي" عقب صلاة الجمعة، حركتي فتح وحماس بإنهاء جميع الخلافات الداخلية، وتوحيد الصف الوطني لمواجهة الاحتلال وتهديداته.
من جهته، قال الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد، "لا يمكن أن نصل للنتائج التي يرديها الفلسطينيين ونحن مشتتين ومنقسمين"، موضحًا أن حركته بذلت الجهود من أجل ترميم البيت الفلسطيني الداخلي واستعادة الوحدة الوطنية.
وناشد عزام في كلمة له خلال المسيرة، حركتي فتح وحماس أن يضعوا الخلاف جانباً وأن يتنبهوا إلى الخطر الإسرائيلي الذي يهدد القضية الفلسطينية.
وأوضح أن المرحلة التي يمر بها الشعب الفلسطيني صعبة ومعقدة وكل ما يجري من حولنا لا يصب في صالح القضية، مضيفًا "لا نرى هدفاً واضحاً لما يجري في المنطقة، إلا أن الفلسطينيين يدفعون ثمناً جديداً لانشغال الأمة في همومها الداخلية".
وتابع عزام:" الشعب لم يعد لديه قدرة على تحمل الأوضاع الراهنة، وعلينا كمسئولين أن نخفف هذه الازمة، ولا نضيف لهم عبئًا آخر".
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني يعيش معاناة خانقة، في ظل انشغال العالم عما يجري في قطاع غزة، مشددًا على ضرورة تكثيف المساعي والجهود من أجل حل وتخفيف الأزمة.
وأضاف "لا يجوز أن تدفع غزة الثمن ويشن ضدها حربًا في كل عامين"، داعيًا الفصائل والحكومة الفلسطينية إلى رص الصفوف للخروج من أزمات القطاع، وتسريع الإعمار.
وطالب العالم العربي والإسلامي بتحمل مسئولياته تجاه غزة، متابعًا "من الواجب الاخلاقي أن يخرج العالم عن صمته ويتحرك لتخفيف معاناة المواطنين الغزيين، والإسراع بإعادة إعمار ما دمره الاحتلال خلال الحرب الأخيرة".
بدوره، قال خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أن الفصائل الفلسطينية خرجت اليوم لتقف صفا واحدًا لمواجهة تهديدات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في القدس والضفة وغزة.
وأوضح الحية في كلمة نيابة عن الفصائل الفلسطينية، أن الاحتلال الإسرائيلي لن يستطيع مهما فعل من "استيطان وتهويد وقتل وحرق" أن يحقق أهدافه ورسائله بكسر إرادة المقاومة وإلقاء سلاحنا فهذا وهم لن يتحقق حتى لو قطعت رقابنا.
وأضاف "الاحتلال بهذا السلوك الإرهابي يريد اقتلاعنا عن أرضنا واقتلاع جذورنا التاريخية منها وهو بهذا الإرهاب يرد توجه رسالة لنا بأن نلقي السلاح وأن نُكسر إرادتنا وهامتنا"، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني لا يقبل الضيم ولا يقبل الهزيمة ولا الحصار ولا المساومة ولا يقبل أن يخرج من أرضه مهما فعل من استيطان وحصار وتأخير في الإعمار.
وفي ملف المصالحة الداخلية، قال "مجرم من لا يريد المصالحة وإنهاء الانقسام، متابعًا "نريد مصالحة توصلنا إلى شراكة سياسية حقيقية لا تفريق فيها وأن تحمي المقاومة لا تكشف ظهرها وأن تحفظ كرامة المقاومين لا أن تضعهم في السجون".
وتابع: "لقد وقعنا وقف التنسيق الأمني لحماية المقاومة وأن تكون منظمة التحرير بيت للفلسطينيين كلهم وليس بيت لواحد أو فصيل أو مجموعة".
ولفت الحية إلى أن حماس مستعدة لتطبيق اتفاق المصالحة وفق ما تم التفاهم عليه وهو الوصول إلى شراكة حقيقية وحماية المقاومة ووقف التنسيق الأمني لا تشريعه حماية صمود وثبات الشعب الفلسطيني قائلاً: "إذا جاءت المصالحة على ذلك سنرفع القبعات للكل".
ونوه إلى رسالة الآخرين لحركة حماس بأن تلحق بالبرامج السياسية لغيرها قال: "إلحاق حماس بالبرامج الأخرى لن يكون حتى لو قطعت كل رقابنا".
وعن تهديدات الاحتلال قال: "تهديدات إسرائيل لن تخيف الطفل الفلسطيني وهي محاولة لتمريغ أنف الشعب في الحصار وإطالة الاعمار وذلك لن يفت من شعبنا رغم ما يعانيه من آلم وضيق.
في حين، أكد عضو الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ناصر صالح، أن قضية الأسرى على سلم الأولويات ولن يهدأ للفصائل بالها ولن يستقر حالها ولن يكون هناك أمن ولا سلام مع العدو إلا بتحرير الأراضي وإقامة الدولة وتبيض السجون".
وشدد زيدان خلال كلمه له، على أن شعبنا الفلسطيني تعود على تهديدات الاحتلال الإسرائيلي التي تأتي مع قرب انتخاباتهم في الكنيست الصهيوني.
وطالب صالح الفصائل الفلسطينية باستعادة الوحدة الوطنية معتبراً إياها طريق الخلاص من الاحتلال الإسرائيلي وأزمات الشعب الفلسطيني، داعياً المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية باتخاذ قرارات حازمة وملزمة لتنفيذ المصالحة ورسم سياسية بديلة جديدة تستنهض شعبنا".
وشاركت جماهير فلسطينية غفيرة عقب صلاة الجمعة في مسيرة دعت لها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، للتنديد بالإرهاب الصهيوني، بحضور قادة الفصائل الفلسطينية الإسلامية والوطنية.