طوفان نحو التحرير طوفان نحو التحرير

فلسطين الأكثر جفافاً والأقل مطراً

غزة- الرسالة نت

بينما يحتد النقاش حول التسخين العالمي والعوامل المؤدية له، نشر مؤخرا بحث جديد بَيَّنَ أن متوسط درجة الحرارة في فلسطين ارتفع في العقود الأخيرة بمقدار ضعفي ارتفاع الحرارة في سائر أنحاء العالم.  وفي مقابل ارتفاع الحرارة، سجل أيضا، بنفس الفترة، انخفاض كميات الأمطار في معظم أنحاء البلاد، مما جعل فلسطين أكثر جفافا.

هذه هي أهم النتائج المقلقة التي توصل إليها بحث جديد نشر في المجلة العلمية "climatic change".  وقد حلل البحث معطيات قياس محطات الأرصاد المنتشرة في البلاد في الفترة الواقعة بين 1970 و2002.

ودلت المعطيات الإحصائية على اتجاهات ومؤشرات بارزة تمثلت في ارتفاع درجات الحرارة في مختلف أنحاء فلسطين. 

و سجل الارتفاع الحراري الأهم في المنطقة الساحلية الوسطى (يافا، والرملة وغيرهما) وفي النقب (بئر السبع) حيث ارتفعت درجات الحرارة بدرجة ونصف درجة خلال العقود الثلاثة الأخيرة.  وقد يبدو هذا الارتفاع قليلا؛ لكن، بالمقارنة مع متوسط التسخين العالمي خلال السنوات المائة الأخيرة والبالغ نحو 0.8 درجة، فإن سرعة ارتفاع الحرارة في فلسطين أكبر بمرتين من متوسط التسخين العالمي.

وفي ذات الفترة، سجل على طول مستوى الساحلين الجنوبي (أسدود وغزة) والشمالي الارتفاع  الحراري الأكثر اعتدالا، وتحديدا بين نصف لدرجة وثلاثة أرباع درجة. 

وفي المقابل، لم يسجل أي انخفاض في الحرارة في أي من مناطق البلاد.

وفسر الباحثون ظاهرة ارتفاع الحرارة في فلسطين أكثر من المتوسط العالمي، بقولهم إنه لدى احتساب متوسط التسخين العالمي يتم أيضا دمج المناطق التي بردت خلال القرن الأخير.  كما أن التغير المناخي لا يحدث في جميع مناطق العالم بنفس الطريقة؛ إذ إن فلسطين تقع في منطقة مناخية حساسة، وتحديدا بين المناخ الصحراوي ومناخ البحر المتوسط شبه الرطب؛ ومن هنا تنبع التغيرات السريعة.

ولم يكتف الباحثون بتحليل المعطيات المتعلقة بدرجات الحرارة فقط، بل درسوا أيضا كميات المتساقطات.  وتمكن الباحثون، من خلال عملية الدمج بين معطيات درجات الحرارة والأمطار، من احتساب مؤشر الجفاف في فلسطين، الذي درج العمل به في إطار أبحاث المناخ.  ولم تكن نتائج الحسابات مشجعة؛ إذ بينما بقيت كميات المتساقطات في الساحل، خلال نفس الفترة، ثابتة إلى حد كبير، نجد أن كميات الأمطار أخذت تنخفض بشكل جدي كلما اتجهنا شرقا، أي نحو داخل فلسطين.  ولو أضفنا إلى ذلك ارتفاع درجات الحرارة، فسنجد ارتفاعا كبيرا في مؤشر الجفاف؛ وبخاصة في المناطق الشرقية والجنوبية، وهي ذات المناطق التي تميزت باتجاهها نحو الجفاف، بل، ومع الوقت، أخذت تتحول إلى مناطق جافة جدا, والنتيجة هي انه وباستثناء منطقة الساحل، أصبحت فلسطين، خلال العقود الأخيرة، أكثر جفافا.

زيادة الانبعاثات الإسرائيلية

في سياق تفسيره لظاهرة ارتفاع الحرارة في فلسطين أكثر من المتوسط العالمي، اكتفى البحث السابق بأن عزا المسألة إلى طريقة احتساب متوسط التسخين العالمي؛ متجاهلا الزيادة الضخمة في الانبعاثات الغازية الإسرائيلية، خلال العقود الأخيرة، وبخاصة ثاني أكسيد الكربون، مما أثر بشكل كبير ومباشر على ارتفاع درجات الحرارة في فلسطين، وبالتالي على التغير المناخي الواضح فيها.

 

البث المباشر