يتوجه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، إلى العاصمة الأميركية واشنطن، استعداداً لإلقاء خطابه، بعد غد الثلاثاء أمام الكونغرس الأميركي، وسط تصاعد الجدل في إسرائيل حول فائدة هذا الخطاب.
وأعلن نتنياهو، أمس، أنه بالرغم من قوة العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، فإنه يرى لزاما عليه، في ظل الخلاف في وجهات النظر، أن يحذر مما سمّاه خطر الاتفاق المرتقب بين إيران والدول الغربية.
في المقابل، انضم نائب رئيس الموساد السابق، الجنرال احتياط، عمرام ليفين، إلى رئيس الموساد السابق، مئي ردغان، باتهام نتنياهو بإلحاق ضرر استراتيجي بالعلاقات الإسرائيلية الأميركية، فيما أشارت القناة الأولى إلى أن خطاب رئيس الوزراء، قد يمنحه، بحسب تقديرات متفائلة في الليكود، مقعدين إضافيين خلال الانتخابات الإسرائيلية.
ويأتي إصرار نتنياهو على إلقاء الخطاب، تأكيداً لقناعته بالفائدة الانتخابية، خصوصاً بعد إعلان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، نيته استخدام حق النقض الرئاسي لمنع وإلغاء أي قرار للكونغرس الأميركي، بفرض مزيد من العقوبات أو إقرار أي قوانين ضد إيران في الوقت الحالي.
في السياق ذاته، اتهمت تسيبي ليفني، التي شاركت في حكومة نتنياهو السابقة، الأخير بأنه وعلى مدار السنوات الست الماضية، اعتمد سياسة الترهيب وزرع الخوف في قلوب الإسرائيليين، وتصوير وضع إسرائيل واليهود فيها، بأنه مشابه لوضع اليهود في أوروبا عشية الحرب العالمية الثانية وقبيل الهولوكوست.
ورغم الجدل الإسرائيلي حول الضرر الذي يمكن للخطاب أن يسببه للعلاقات الإسرائيلية الأميركية، إلا أنه يبدو واضحاً أن الخطاب نفسه، والانتقادات والمواقف المعارضة لإلقائه لا تتعدى كونها جزءا من الدعاية الانتخابية الإسرائيلية، ولا تتعلق في واقع الحال بالتعاون العسكري ولا بالمكانة الاستراتيجية لإسرائيل، بدليل إقرار وزارة الأمن الإسرائيلية الأسبوع الماضي شراء 14 طائرة جديدة من طراز إف 35 من الولايات المتحدة.
مع ذلك، تواصل الجدل في إسرائيل، وهو على ما يبدو، سيتسمر إلى ما بعد الانتخابات حول الخطاب المرتقب، إذ اعتبر بعض المحللين والمراسلين الصحافيين مثل أورلي أزولاي، أن نتنياهو يترك خلفه أرضاً محروقة، فيما قال مؤيدو الخطوة، مثل الصحافي الإسرائيلي الناجي من المحرقة، نوح كليجر أن نتنياهو ملزم بالسفر لشرح الموقف الإسرائيلي.