غياب "المجمد" يُشعل أسعار الدواجن في غزة

لحوم بيضاء مجمدة (الأرشيف)
لحوم بيضاء مجمدة (الأرشيف)

الرسالة نت – أحمد أبو قمر

تشهد أسعار الدواجن في أسواق غزة ارتفاعًا جنونيًا، بعد قرار وزارة الزراعة في غزة قبل شهر تقريبا بتعليق استيراد اللحوم البيضاء المجمدة (المقطعة) من الضفة الغربية وإسرائيل.

وبرّرت الوزارة منع الاستيراد بسبب انتشار مرض انفلونزا الطيور في اسرائيل والضفة، فضلًا عن تخوف المزارعين من تربية الدواجن بأعداد كبيرة بسب موسم الشتاء وكثرة المنخفضات الجوية.

ويبلغ سعر كيلو الدواجن في الأسواق الغزية 14 شيكلا، الأمر الذي أدى لعزوف المواطنين عن شرائه.

تذمر المواطنين

المواطن خالد الحلو ذكر أن الارتفاع الجنوني لأسعار الدواجن وغياب المجمد حرم أغلبية الأسر الغزية من اقتناء اللحوم وأكلها، مؤكدًا أن الأزمة دائمًا ما تحدث في مثل هذا الوقت من العام.

وقال الحلو: “وزارة الزراعة المسؤولة الأولى عن تأمين المواد والسلع التي يحتاجها المواطنين، وأي نقص يحدث يجب أن توجد البديل عنه”.

وبدوره ذكر بائع الدواجن في سوق معسكر جباليا عبد الرحمن أبو شرح أن حركة البيع شحيحة للغاية بعد ارتفاع أسعار الدواجن ووصول سعر الكيلو الواحد لـ 14 شيكلًا.

وقال أبو شرخ إن بائعي الدواجن سرحوا الكثير من عمالهم بسبب ضعف البيع، وتكبدوا الخسائر نتيجة للتغير في سعر البيع كل يوم.

ورأي محمد عابد صاحب إحدى مزارع الدواجن في غزة أن الارتفاعات “عادلة ومعقولة” قياسا بما يتحمله المزارع من تكاليف في تربية الدواجن قبل تسويقها فضلا عن الخسائر التي تلحق به جراء المنخفضات الجوية التي ضربت غزة.

ونوّه إلى أن سعر كيلو الدجاج تراوح بين (13-16) شيكلا للكيلو الواحد، لكنه أكد أن هذا السعر لن يستمر طويلا خصوصا أن موسم صيد السردين على الأبواب وهو الوقت الذي يشهد انخفاضا ملموسا في أسعار الدواجن.

وشهدت أسعار الدواجن نهاية العام الماضي انخفاضا ملموسا في أسعارها وصلت إلى دون التسعة شواكل للكيلو الواحد ما تسبب بخسائر كبيرة لأصحاب المزارع.

بسبب انفلونزا الطيور

ومن جهته، عزا مدير عام الخدمات البيطرية بوزارة الزراعة في غزة زكريا الكفارنة، ارتفاع أسعار الدجاج الطازج إلى قرار منع إدخال الدجاج المقطع (المثلج) من (إسرائيل) كإجراء احترازي من مرض انفلونزا الطيور وهو ما أدى إلى وجود نقص في بعض الأصناف في اللحوم المجمدة المقطعة وانعكس ذلك على ارتفاع أسعار الطازج.

وأكد الكفارنة أنه لا علاقة للمنخفض الجوي الأخير بارتفاع الأسعار، مبينا أن خسائر المزارعين من جرائه كانت طفيفة.

ونوّه إلى أن السبب الرئيس لارتفاع أسعار الدواجن هذه الأيام، وهي أن فترة التربية في شهري يناير وفبراير تكون أقل من باقي شهور السنة، حيث يعزف المزارعون عن التربية بسبب المنخفضات الجوية وبالتالي عجزهم عن التحكم بدرجة حرارة مزارعهم الأمر الذي يتسبب بموت الكثير من الصيصان والدواجن وبالتالي تلحق خسائر فادحة بهم.

وتشير احصاءات وزارة الزراعة إلى أن قطاع غزة يستهلك نحو 60 ألف دجاجة يوميًا بمعدل يبلغ نحو مليوني دجاجة شهريا، تقوم بتربيتها نحو 1400 مزرعة.

وأضاف الكفارنة: “في شهر مارس الحالي يبدأ المزارعون باستئناف عملهم من جديد بعد تحسن الأحوال الجوية وارتفاع درجات الحرارة وبالتالي تعود الأسعار إلى الوضع الطبيعي”.

وبيّن الكفارنة أن وزارته تواصلت مع شركة خارجية واستوردت أكثر من مليون بيضة من تركيا واسبانيا، مؤكدا أنه في القريب العاجل سيتم التغلب على هذه المشكلة ولن يستمر ارتفاع الأسعار أكثر من عشرة أيام على أبعد تقدير.

وأشار إلى أن رفع الحظر عن استيراد اللحوم المقطعة من (إسرائيل) والضفة الغربية متعلق بتطورات مدى انتشار مرض انفلونزا الطيور.

وأعدمت وزارة الزراعة بالضفة الغربية خلال الأسابيع الماضية آلاف الدواجن في مزارع بجنين وقلقيلية نتيجة اكتشاف انفلونزا الطيور.

ايجاد بديل

في ذات السياق، قال أحمد نوفل صاحب محل لبيع مجمدات: “إن أسعار المجمدات طرأ عليها ارتفاع في الآونة الأخيرة، بعد قرار وزارة الزراعة بمنع استيراد اللحوم البيضاء والبيض من الأراضي المحتلة أو الضفة بسبب انفلونزا الطيور”.

وأوضح نوفل أن قرار منع الاستيراد تجاوز الشهر حتى وصل سعر كيلو الدجاج للبائع 15 شيقلا وللمستهلك 16 شيقلا”، معربا عن تخوفه في حال استمر الوضع على هذه الحال أن لا يبقى في القطاع دجاج لذبحه بعد ذلك.

وأشار إلى أن تخوفات وزارة الزراعة من انتقال انفلونزا الطيور لقطاع غزة مقبولة ولكن يجب إيجاد بدائل عن الكيان (الإسرائيلي) والضفة الغربية لاستيراد البيض واللحوم البيضاء منها.

البث المباشر