قائمة الموقع

مخيم اليرموك في مرمى النيران من جديد

2015-03-02T20:53:51+02:00
طفل من مخيم اليرموك
الرسالة – محمود هنية

عادت مشاهد الموت والتجويع تخيم على أجواء مخيم اليرموك من جديد، فلم يتسن له أن يضمد جراحه لبعض الوقت، حتى عاد للتألم من جديد، بفعل حالات الموت والاغتيال والتجويع والتي طالت أرواح المئات من أبناء المخيم المحاصر منذ ثلاث سنوات في سوريا.

المخيم الذي يقطن فيه العدد الأكبر من الفلسطينيين في سوريا بات خاليًا من كل شيء سوى رائحة الموت التي تنبعث من جدران منازله المحطمة، ومشاهد النعش، الذي بات اعتياديًا أن يحمل أطفال وشيوخًا قضوا جراء نقص التغذية والمياه بسبب الحصار المستمر على المخيم.

وطبقًا لتقديرات شبه رسمية، فإن عدد الضحايا الفلسطينيين الذين قضوا منذ اندلاع الأزمة السورية في شباط (فبراير) عام 2011، وصل 2525 شهيداً، حيث بات المخيم مرتعًا لعمليات النظام السوري وجماعات موالية له وأخرى معارضة، بينما عجزت الفصائل الفلسطينية عن تجنيب المخيم بعيدا عن الأزمة السورية بعد عدة جولات باءت جميعها بالفشل.

مشاهد الموت

ويؤكد نشطاء أن المخيم بات مرمى للنيران في أكثر من محور، فضلًا عن المنع التام للأكل والشرب من دخول المخيم، عدا عما يخطط من توحيد للجان أمنية تابعة للفصائل الموالية للنظام السوري، والتي تهدف لاقتحام المخيم من جديد.

وأفاد الناشط خليل من شبكة أحرار الشام، وجود خطة مشتركة بين النظام السوري وفصائل تابعة لمنظمة التحرير، لاقتحام مخيم اليرموك القائم جنوب دمشق، بغرض بسط السيطرة عليه.

وأكدّ خليل موافقة حركة فتح والسلطة الفلسطينية والفصائل المنضوية تحت لواء منظمة التحرير على هذا التشكيل العسكري، وذلك بغرض إقامة مجموعات مسلحة قادرة على ضرب جبهة النصرة وأكناف بيت المقدس المتواجدتين على أطراف المخيم.

هذه الخطة تتزامن مع فشل المبادرة التي وضعتها الفصائل الأربعة عشر داخل المخيم، والتي دعت من خلالها اخراج المسلحين من داخله لقاء رفع الحصار عنه، غير أن الأمور لم تتم بفعل استمرار الحصار ورفض النظام الموافقة على قرار العفو بشأن حملة السلاح داخل المخيم، وفقا لنشطاء تحدثوا لـ"الرسالة".

وأفاد نشطاء أن الفصائل الأربعة عشر لم تتمكن من الحصول على موافقة النظام، فيما رصدت عمليات اغتيال لعدد من النشطاء الذين سلموا انفسهم للنظام وكان آخرهم أربعة اشخاص قبل عدة أيام.

وأصبح بعض الفلسطينيين أيضًا هدفًا لمرمى نيران بعض الفصائل المعارضة، ونفذت عدة عمليات اعدام بحق فلسطينيين أدينوا بالتعاون مع النظام، طبقًا لذات المصادر.

حركة حماس كانت في طليعة الفصائل التي دعت إلى تحييد المخيم، وإن كانت بعض الفصائل الفلسطينية المولية للنظام ترفض أي دور أو وساطة للحركة داخل الأوضاع بالمخيم، بذريعة أنها لم تعد موجودة هناك، وأكدّت مصادر من الحركة أنها تتواصل مع فصائل فلسطينية من أجل رأب صدع الصراع القائم بالمخيم.

وإن نجحت بعض القوى والهيئات الشعبية في تسيير قوافل غذائية الى المخيم، الا ان النظام وبعض الفصائل الموالية له ترفض إدخالها، ليرتقي 18 شخصًا في غضون شهرين جراء النقص الحاد في التغذية والمياه.

ويؤكد النشطاء تفشي عدد كبير من الأمراض داخل المخيم، في ضوء عدم تمكن المنظمات الدولية القيام بمسئولياتها داخله، بذريعة وجود مسلحين وتفاقم عملية الصراع فيه.

وتحدثت الناشطة أمل الحموية عن تفشي أمراض جديدة داخل المخيم؛ مثل مرض فقر الدم واليرقان، في ظل النقص الحاد من الأدوية والمستلزمات الطبية، عدا عن استهداف بعض الأطباء الفلسطينيين.

اتصالات للحل

من جانبه، قال خالد عبد المجيد أمين سر لجنة المتابعة العليا للفصائل بسوريا، إن جميع المبادرات السياسية التي طرحت في الفترة السابقة من أجل تحييد المخيم وإخراج المسلحين منه، قد فشلت تمامًا .

وكشف عبد المجيد في حديثه لـ"الرسالة"، عن جود مباحثات واتصالات هاتفية تجرى بين قادة الفصائل الأربعة عشر التي تضم ممثلين عن منظمة التحرير والتحالف مع قادة الفصائل المسلحة باليرموك، بغرض العمل على ادخال المساعدات الاغاثية للمخيم.

ورأى أنّ  المشكلة تكمن في وجود مسلحين تابعين لجبهة النصرة وأكناف بيت المقدس في منطقة الحجر الأسود بجوار المخيم، حيث يرفض النظام وجودهم وهم يرفضون ادراجهم ضمن وقف اطلاق النار.

وأشار إلى أن الفصائل ومعها وكالة الغوث لم تتمكن من ادخال المساعدات منذ شهرين، بفعل تصاعد الاشتباكات بين الطرفين، في الوقت الذي تنزح  فيه مئات العوائل خارج حدود المخيم على الطرقات والمنتزهات.

وذكر عبد المجيد بأن انهاء حالة أزمة المخيم مرتبط باستقرار المنطقة الجنوبية له "الحجر الأسود"،  حيث من الصعب الحل دون أن تعالج الأوضاع بها، مبينّا أن جميع الاتصالات الجارية تهدف الى تحقيق هذا الأمر.

وبانتظار أن يتحقق الحل السياسي داخل المخيم، فإن الآلاف من الفلسطينيين ستظل تحاصرهم النيران، ولا يدري أيهما يكون الأسبق الحل السياسي أم الفناء التام لعوائل ما فتأت الحرب تنزع أرواحهم.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00