حذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من سياسة استخدام الكلاب خلال عمليات اعتقال الاحتلال للأطفال والمدنيين الفلسطينيين في الضفة المحتلة، مشيراً إلى تسببها بإصابات وترويع بصورة وحشية.
وقال المرصد في بيان وصل نسخة عنه,اليوم الثلاثاء, إنه تلقّى بالصدمة فيديو بثته بعض وسائل التواصل الاجتماعي, ويظهر فيه جنديان إسرائيليان وهما يحرّضان كلبين على نهش جسد الطفل حمزة أبو هاشم بدعوى قيامه بإلقاء الحجارة عليهم قرب مدينة "بيت أمّر" شمال الخليل.
وأكّد أنّ الطفل أبو هاشم كان يصرخ بشدة من الألم نتيجة عضة الكلب، وسُمع صوت أحد الجنود وهو يقول للطفل باللغة العبرية "من هو الجبان يا ابن الزنا"، ثم عاد الجندي وحرّض الكلبين على مهاجمة الطفل مرة أخرى، وأخذ أحد الكلبين يعض الطفل من ذراعه والآخر يحاول عضه من كتفه.
وبحسب المرصد فإن الفيديو يُظهر بوضوح أن الطفل الفلسطيني لم يكن يشكِّل أي تهديد على الجنود يستدعي تحريض الكلاب عليه, بما يؤشر بوضوح إلى أن هذا الفعل كان مقصوداً لذاته، وأن الجنود أرادوا الانتقام من الطفل وتعمدوا إهانته وبثّ الرعب في نفسه.
وذكر أن استخدام الاحتلال للكلاب في الاعتقالات هي سياسة رسمية منذ سنوات، منوّها إلى أنه أصدر تقريراً حول هذه السياسة في مطلع 2012، غير أن ممارسات الاحتلال لم يطرأ عليها أي تغيير يُذكر.
وأضاف: "أنّ جيش الاحتلال يحتوي وحدة خاصة بالكلاب البوليسية يستورد معظمها من ألمانيا، ويقوم بتدريبها على القيام بأعمال عنف، تمهيدا لوضعها في خدمة وحدات الجيش العاملة في مناطق الضفة الغربية والقدس الشرقية.
ووقعت حادثة الطفل أبو هاشم في نهاية العام الماضي، ومرّت وقتها دون ذكر، حيث اقتيد الطفل "أبو هاشم" إلى مستشفى إسرائيلي، ونُقل لاحقا لسجن عوفر جنوب الضفة وحُكم عليه بالسجن ثمانية عشر شهراً, غير أن نشر الفيديو اضطر الجيش الإسرائيلي للإعلان عن فتح تحقيق في الحادثة واتخاذ التدابير الضرورية للحيلولة دون تكرار حوادث مشابهة.
واعتبر المرصد استخدام الكلاب في الاعتقالات ضرباً من ضروب "ممارسة التعذيب" و"المعاملة اللا إنسانية والمهينة"، التي يجرّمها القانون الدولي، لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة (1949) واتفاقية مناهضة التعذيب (1984). وطالب الأورومتوسطي منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بالتحرك والقيام بدورها في حماية الأطفال الفلسطينيين والعمل على الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف هذه السياسية اللاإنسانية.