قائد الطوفان قائد الطوفان

تحليل: جدار مصر يهدف لتركيع حماس

غزة- الرسالة نت "خاص"

تحاول القيادة السياسية المصرية تشديد الخناق على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من خلال تسريع وتيرة البناء في الجدار الفولاذي على حدود قطاع غزة الجنوبية وفق ما يرى مراقبون فلسطينيون.

وتزايدت في الآونة الأخيرة التقارير الصحافية المنقبة عن أعمال بناء الجدار الذي من شأنه أن يسد القنوات الأرضية التي لجأ إليها الفلسطينيين بعدما غيب الحصار والإغلاق السلع والمواد الاستهلاكية عن القطاع الساحلي المطل على البحر الأبيض المتوسط.

ويقر المحلل السياسي طلال عوكل أن تسريع مصر لبناء الجدار يهدف إلى حشر حماس في الزاوية وإجبارها على توقيع ورقة المصالحة المصرية.

وقال عوكل في مقابلة مع "الرسالة نت": "الجدار أصبح ليس له علاقة بالأمن القومي لمص أو بالسيادة وإنما سلاح ضغط على حركة حماس".

وأضاف "العمل الآن يسير باتجاه انجاز مشروع الجدار بينما الجهود الدبلوماسية تشق طريقها بهدف إيجاد مخرج للازمة الحاصلة بين مصر وحماس بشأن التوقيع على ورقة المصالحة".

وانكشف أمر بناء الجدار الفولاذي في خريف العام المنقضي إذ نظمت حركة حماس سلسلة احتجاجات للمطالبة بوقف هذا الجدار الذي ترى فيها إغلاق لشريان الحياة الواصل لقطاع غزة.

وزاد الخلاف بين حماس التي رهنت توقيها على ورقة المصالحة المصرية بملاحظات طالبت بأخذها بالحسبان والقاهرة بعد مقتل جندي مصري على الحدود بنيران مجهولين في السادس من كانون الثاني/يناير الماضي.

ويؤكد المحلل السياسي هاني حبيب، أن الجدار الفولاذي بات أحد أوراق الضغط التي تمتلكها مصر لإرغام حركة حماس على القبول بورقة المصالحة التي أعدها طاقم مصري يشرف عليه وزير المخابرات العامة اللواء عمر سليمان.

ويصف حبيب في مقابلة مع "الرسالة نت" أن العمل في الجدار تكتيك تحافظ من خلاله القاهرة على حضورها وهيبتها في المنطقة بعد رفض حماس التوقيع على ورقة المصالحة.

وردد متحدثون باسم حماس مراراً بأن ورقة المصالحة التي عرضتها مصر تختلف مع مسودات ما تم الاتفاق عليه مع حركة فتح والقيادة المصرية.

ووقع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل على الهواء مباشرة على مسودة لورقة المصالحة خلال مقابلة تلفزيونية مع الإعلامي المصر عمرو أديب.

ونشطت في الآونة الأخيرة جهود دبلوماسية عربية من أجل التقريب من وجهة نظر القاهرة وحركة حماس لكن على ما يبدو أن تلك الجهود وصلت إلى طريق مسدود.

ومن شأن إتمام بناء الجدار الفولاذي وسد القنوات الأرضية أن يحدث انفجار في قطاع غزة، حيث يعاني الفلسطينيون المقيمون في مصر بهدف إكمال الدراسة من الملاحقة والاعتقال بزعم انتمائهم لحركة حماس.

ويرى عوكل أن على مصر وحماس أن يعملان على تفادي الأزمة الحاصلة ويعملان على مواجهة التهديد الأول والأخير للأمن القومي العربي الممثل في الدولة العبرية.

ووافق حبيب رأي عوكل لكنه حث الطرفين على ضرورة إيجاد مخرج لتوقيع ورقة المصالحة التي من خلالها يزاد موقف الفلسطينيين قوة في وجه مخططات حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية. 

 

البث المباشر