قائمة الموقع

الهبّاش يتخابر مع الاحتلال ويلعب أدوارا سياسية خلف الكواليس

2015-03-07T00:35:24+02:00
محمود الهباش رئيس مجلس القضاء الفلسطيني
الرسالة نت-محمود هنية

لم يتوارَ محمود الهباش وزير الأوقاف عن الأنظار طويلًا، فسرعان ما فاحت رائحته المتسربة من بعض الملفات السياسية والتي تبيّن خطوط اللقاءات السرية التي عقدها الرجل مؤخرًا، وهي ما تتعارض مع منصبه رئيسًا لمجلس القضاء الفلسطيني.

ويدور الحديث عن جملة من الأدوار السرية التي نُسبت للهباش، بغرض تفعيل قضايا سياسية مع عدة جوانب وفي مقدمتها مصر و(إسرائيل) ودول إقليمية أخرى.

قيادي في حركة حماس كشف لـ عن وجود وثائق حصلت عليها الحركة حول دور الرجل في انعاش "عملية المفاوضات" عبر مقابلات ولقاءات أجراها مع مسئولين بارزين في المخابرات الإسرائيلية في الأردن.

حماس ستنشر وثائق حول لقاء الهباش مع المخابرات الإسرائيلية

وأوضح القيادي أن لقاءات الهباش ارتكزت حول سبل إحياء المفاوضات مع الكيان، بدعمٍ وتفويض كامل من عباس.

القيادي الحمساوي وصف الهباش بـ "العرّاب" لدى رئيسه، ويقوم بذات الدور الذي لعبه عباس إبان توقيع اتفاق أوسلو منتصف التسعينيات في القرن الماضي.

وأكدّ أن الحركة ستعلن عن هذه الوثيقة في وقت قريب، ردًا على تحريض الهباش ضدها في وسائل الاعلام المختلفة.

وقد كشفت مصادر إعلامية عبرية مسبقًا عن وجود اتصالات بين شخصيات فلسطينية و"إسرائيلية"، من أجل بلورة خطة جديدة لاستئناف المفاوضات، دون أن تفصح عن دور الهباش في هذه الاتصالات.

وعلمت أن الهباش هو أحد أفراد الطاقم المكلّف من عباس بإمداد الإعلام المصري بمعلومات مزورة ضد حماس، فضلًا عن كونه من الشخصيات الحاضرة باستمرار في وسائل الاعلام المصرية بغرض التحريض على الحركة، حيث يروج لنفسه على أنه إسلامي ومن المؤسسين المنشقين عن حماس، دون أن يذكر السبب الذي دعا الحركة لفصله منها، رغم انه لم يتبوأ فيها أي منصب قيادي.

هذا الدور تزامن أيضًا مع عدة مهمات أنجزها الهباش في الوقيعة بين حماس والسعودية وتخريب علاقاتها الإقليمية.

وقد تسبب الهباش في قطع العلاقات الدبلوماسية والتحريض ضد شخصيات من حماس، ومنع كثيرين منها دخول المملكة، إضافة إلى دوره في تخريب عملية التنسيق لهيئة الحج والعمرة.

وفي الوقت الذي يبحث فيه الرجل عن دور سياسي، لم يجد مراقبون فيه سوى أداةً تنفيذية لعباس، سيما وأن فرص وجوده القيادية قليلة لعدم وجود أي سند أو رغبة تنظيمية به، في ظل طرده من حماس ورفض حركة فتح له.

وشبّه مراقبون دوره بذاك الذي لعبه محمد رشيد إبان عهد ياسر عرفات، حيث كان ورقة في يده لتمرير ملفات بعينها، قبل أن يتم التخلص منه ومن ثم ملاحقته قانونيًا.

دور وظيفي

الدكتور فايز أبو شمالة المحلل السياسي، وصف دور الهباش بـ"الوظيفي"، قائلًا إنه لا يتصرف منفردًا عن عباس الذي يمثّل ولي النعمة والأمر بالنسبة إليه، معتقدًا أن الرجل يسعى للحصول على منصب وزاري مهم في المرحلة المقبلة.

وفسّر أبو شمالة دور الهباش، بأنه بداية لاستئناف المفاوضات مع الاحتلال والتي لم يتخلَ عباس عنها يومًا، مرجحًا أن يكون أيضًا جزءًا من حالة إعداد الفريق لإدارة المشهد السياسي المقبل.

وقد وافق الدكتور عبد الستار قاسم ما ذهب إليه أبو شمالة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن فريقًا بعينه يُصنع تحت عين الاحتلال من أجل إدارة المرحلة المقبلة، في ضوء المتغيرات الداخلية والإقليمية.

وإن كان الموقف المعلن من رئيس السلطة هو وقف المفاوضات مع الاحتلال، إلّا أنه يسعى لإعادة تفعيلها عبر قنوات سرية يرشح أن يكون الهباش أحدها، بحسب قاسم.

أمّا يحيى رباح القيادي بحركة فتح، فرفض الحديث عن وجود دور سياسي للهباش، وقال إنه لا يعمل ضمن الطاقم السياسي المختص في إدارة المفاوضات، إلّا أن ما ذهب اليه رباح يؤكد حقيقة ما يتوقعه المراقبون حول توظيف شخصيات جديدة في أدوار سياسية غير معلنة من أجل تمرير هذه الملفات في الوقت الراهن.

اخبار ذات صلة