يعدّ فريق باريس سان جيرمان حاليا أحد أقوى الأندية في أوروبا، نظرا لما يملكه من أسماء قوية للغاية، لكن على أرض الواقع لا يقدّم أي جديد في المستطيل الأخضر.
وتذوق سان جيرمان طعم الفوز 4 مرات فقط في آخر 10 مباريات له في الدوري، إذ تعادل في مثلها، وخسر مرتين، مما جعله يتواجد في المركز الثاني حاليا برصيد 53 نقطة، بفارق نقطة خلف ليون المتصدر.
ورغم تراجع فريق العاصمة، إلا أن الدوري الفرنسي يمرّ هذا العام بموسم قوى للغاية ومجنون كليا، حتى أنه أصبح مثل الدوري الإنجليزي الممتاز "البريميرليغ".
ويبدو أن هناك عدد من الأسباب التي أدت إلى تراجع باريس سان جيرمان وهي على الشكل التالي:
1- صحوة أندية فرنسا:
بعد طول انتظار لسنوات عديدة ومنذ ظهور الأموال لدى باريس سان جيرمان ثم موناكو، توقع المتابعون انهيار كبيري فرنسا.
وبالفعل بدأت التوقعات تتحقق، كون سان جيرمان تواجد في بعض الأسابيع في المركز الرابع، أما موناكو فلا يفوز إلا في بعض الأحيان، علما أنه يحتل حاليا المركز الرابع برصيد 44 نقطة، ولديه مباراة مؤجلة.
وأجبر التراجع الكبير للفريقين الأغنى في فرنسا، أندية أخرى على تقديم عروض قوية هذا الموسم، مثل ليون ومارسيليا وسانت إيتيان، والذين يطبقون نموذج أتلتيكو مدريد الإسباني، ليثبت الثلاثي أن كرة القدم أكبر من أن تفسدها بعض الأموال حتى وان كانت قد اشترت فريقا كاملا.
2- غرور نجوم سان جيرمان:
زلاتان إبراهيموفيتش في المقدمة، وبقية اللاعبين، الكل بات يخوض المباريات باستهتار كبير حتى انخفض مستواهم بصورة ملحوظة، عما كانوا عليه في الموسم السابق، وما شكّل صدمة حقيقية هي انكسار أنفهم وهيبتهم أمام باستيا "المتواضع" (2-4) في يناير الماضي.
وبالنظر لأفضل لاعبي الفريق الفرنسي، لم يظهر بصورة جيدة سوى أربعة لاعبين فقط هم: الحارس سلفاتوري سيريغو، وتياغو سيلفا، وماكسويل أندرادي، وماركو فيراتي، أما البقية فيبدو أنهم اكتفوا بالنجومية، وبدأ الغرور يدب في قلوبهم، إذ لم يعد إبراهيموفيتش وكافاني ومورا يملكون الهيبة أمام المنافسين.
3- الأموال ليست كل شئ:
الأموال لا تجلب البطولات، تشتري أشياء غالية لكن ليست بقيمة الألقاب، فالصعود لمنصات التتويج يحتاج لكثير من الالتزام والعمل الشاق من أجل الوصول للهدف الأسمى، لكن نجوم سان جيرمان انضموا معتقدين أن الأسماء تجلب البطولات.
وما "زاد الطين بلة" في مشاكل سان جيرمان هذا الموسم، هو أن المدير الفني لوران بلان لا يليق أيضا بقيادة الفريق، مما جعل بعض الصحف تؤكد أن إبراهيموفيتش هو المدرب الحقيقي الذي يتحكم بزجّ بعض الأسماء في التشكيلة.
في النهاية، الصعود لمنصات التتويج مشوار طويل للغاية ويحتاج لنفس طويل يناسبه وعزيمة بطل يقدّر المنافس ويخشاه فيؤدي أفضل ما لديه، فهل يستفيق باريس سان جيرمان من نومه العميق؟، أم يدخل في غيبوبة طويلة الأمد تجعله يتنازل عن عرش فرنسا في ختام الموسم.