أعلنت مصادر عسكريّة ومحلية عراقية، اليوم السبت، إيقاف تقدم القوات المهاجمة على مدينة تكريت، لأسباب وصفتها بـ"تكتيكية"، بعد بلوغ المرحلة الثالثة من الخطة بنجاح، ولإعطاء استراحة لقواتها بعد ستة أيام من بدء المعارك هناك.
وأوضح مسؤول في وزارة الدفاع العراقية، أن "إيقاف التقدم نحو المدينة جاء ضمن سياقات خطة معدة مُسبقاً، حيث جرى تحقيق تقدم واضح، من خلال إنجاز المراحل الثلاث الأولى، والتي تمثلت بقطع خطوط الإمداد عن تنظيم الدولة عبر الموصل والأنبار وكركوك، ثم تفكيك دفاعات العدو الأمامية، متمثلة بحقول الألغام المحيطة بالمدينة، وأخيراً المرحلة الثالثة احتلال مواقع متقدمة من محيط المدينة".
ولفت المسؤول العسكري، إلى أن "إيقاف العمليات العسكرية مؤقت، وجاء لمنح فرصة للقوات المهاجمة للاستراحة، وترك المدفعية تنهك قوات تنظيم الدولة داخل المدينة لآخر لحظة قبل الهجوم"، متوقعاً أن "تستأنف العمليات القتالية خلال الـ 24 ساعة المقبلة، وبوتيرة أعلى".
في سياقٍ متّصل، كشف المسؤول القبلي في محافظة صلاح الدين، الشيخ محمد التكريتي، أن "المدافع الإيرانية ألحقت دماراً هائلاً بالمدينة، من دون أن تكترث لأرواح الأبرياء أو البنى التحتية".
وقال التكريتي إن "المدافع الإيرانية قصفت تكريت بما لا يقل عن 200 قذيفة، أمس وصباح السبت، بشكل عشوائي وغير مدروس، وكأن المدينة كلها أهداف مشروعة لها".
وأوضح التكريتي، أن "مقاتلي تنظيم الدولة يتواجدون في محيط المدينة فقط، لكن المدافع الإيرانية قصفت المدينة بأسرها، حتى محطات المياه والطاقة والمساجد والمنازل، وباتت بعض الأحياء السكنية خاصة الشرقية أطلالاً بالية، وكأن طهران وجدت الفرصة أخيراً للانتقام من تكريت، على حرب السنوات الثماني الماضية".
وأكّد المسؤول القبلي، أن "المئات من العوائل عالقة داخل المدينة وتحاول الفرار، لكن من دون جدوى".
وفي السياق ذاته، طالب القيادي في "تحالف عراقيون المستقل"، فلاح شكري؛ رئيس الوزراء حيدر العبادي، بتوضيح طبيعة وجود الإيرانيين في تكريت.
على الصعيد الميداني، قال طبيب في مستشفى "تكريت العام"، إن "تسعة مدنيين قتلوا وأصيب 12 آخرين الليلة الماضية، إثر القصف على المدينة".
وأوضح الطبيب، في اتصال مع "العربي الجديد"، أن "جميع الضحايا من المدنيين، وقتلوا بقذائف المدفعية التي دخلت منازلهم، أمّا المسلحون فلا يجلبون قتلاهم كونها تدفن مباشرة ولا نعلم عددهم".