بعد فشله في غزة.. قادة إسرائيليون يسعون لتغيير "نظام" نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

غزة-محمد الشيخ

تستمر قيادات من الحكومة (الإسرائيلية) والجيش والموساد في مهاجمة رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو، واصفة إياه بـ"الفاشل"، خاصة بعدما عجز عن تحقيق أهدافه التي أعلنها في العدوان الأخير على قطاع غزة، وأهمها القضاء على حركة حماس.

واعترف رئيس الموساد السابق، "مئير دغان"، أن نتنياهو تسبب بأكبر ضرر استراتيجي لـ(إسرائيل) في الشأن الإيراني، كما اعتبر الحرب الأخيرة على غزة "فشلاً مدوياً". وتساءل عما أنجزته، مجيباً بأنها لم تنجز شيئاً، سوى اتفاق وقف إطلاق نار يمكن خرقه بقرار من حركة حماس. حسب قوله.

أما زعيم المعارضة (الاسرائيلية) وحزب العمل يتسحاق هرتسوغ، اتهم نتنياهو بالفشل في التعامل مع حماس في قطاع غزة وإضعافه بشدة لقوة الردع ضد حزب الله في الشمال.

ويرى مراقبون أن تلك التصريحات المهاجمة لنتنياهو جاءت قبيل اجراء الانتخابات (الإسرائيلية)، للتأثير على الرأي العام (الإسرائيلي) وتقليل فرص رئيس الوزراء (الإسرائيلي) في تحقيق أعلى نسبة من أصوات الناخبين.

المختص في الشأن (الإسرائيلي) مأمون أبو عامر، اعتبر الهجوم على شخص نتنياهو والتركيز على فشله في غزة، محاولة للمس بفرصه في الانتخابات القادمة.

ويقول أبو عامر لـhttp://alresalah.ps/ar/uploads/images/b1903027b55a1a33129bc57664f6d239.png ، في الحرب الأخيرة على غزة فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق أهدافه التي وضعها نتنياهو، وكان لذلك تأثير كبير على قناعات الجمهور، لكنه لم يغير كثيرا من قناعتهم بنتنياهو.

وحسب أبو عامر، فإن حملات الهجوم على نتنياهو لن تكون كافية لإسقاطه، وما زال لديه الحظوظ الكافية للفوز بالانتخابات.

وهذا ما راح إليه المحلل السياسي نعيم بارود، وقال في حديثه لـ"الرسالة": "كل ما يحصل من هجوم كاسح على نتنياهو، هي فرقعات إعلامية لن تجدي نفعا، لأنه الشخصية الأقوى أمنيا وسياسيا، والأكثر فاعلية وتأثيرا".

فشل (إسرائيل) وانتصار غزة

ويضيف بارود "التصريحات الإسرائيلية بأن فشل نتنياهو في الحرب الأخيرة دليل قاطع وعلني من كل قادة الاحتلال بأنهم فشلوا جميعا، لأن نتنياهو دخل الحرب باسم كل قادة وحكومة (إسرائيل) وليس باسمه وحده".

كما أكد أن هذا إقرار من كل المنظومة الصهيونية بفشلها في الحرب، وأن المقاومة انتصرت فكريا وعسكريا، لكن حسب رأي المحلل السياسي فإن قادة الاحتلال يريدون كبش فداء من الحرب، فوقع اختيارهم على نتنياهو.

وهنا، أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن تصريحات رئيس الموساد السابق بأن نتنياهو فشل في غزة "تمثل اعترافاً إسرائيلياً إضافياً بهزيمة الاحتلال وانتصار المقاومة".

وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري، في بيانٍ مقتضب: إن "كل محاولات الاحتلال للتخفيف من هزيمته أمام المقاومة الفلسطينية قد باءت بالفشل".

 قوي "أمنيا وسياسيا"

وبالعودة إلى أبو عامر، فإنه يرى أن هناك ثغرات في شخصية نتنياهو ومجموعة من الكارهين له على المستوى الشخصي، تجتمع لديهم الرغبات لتصفية الحسابات، معتبرا أن هذا الأمر قد يؤثر على رئيس الوزراء الحالي في الانتخابات، لكنه توقع في الوقت ذاته أنها لن تؤثر بالشكل الكافي لقوة نتنياهو في (إسرائيل)، ولأن الهجوم على نتنياهو يأتي لأهداف سياسية جزء أساسي منها الحملة الانتخابية.

وتسارعت في الفترة الأخيرة تصريحات قادة من الحكومة الإسرائيلية وجيش الاحتلال والموساد التي بدأت تقلل من قدرة نتنياهو على إدارة أي حرب تخوضها (إسرائيل)، لكن حسب المحلل بارود، فإنها مجرد حرب "إعلامية إعلانية" ضد نتنياهو، من أجل كسب المزيد من الأصوات وتحميله كل المسؤولية بأنه فشل في الحرب، لتحقيق أهداف شخصية لهم خاصة زعماء الموساد ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان ورئيس الأركان السابق بني غانتس.

وتوقع بارود أن يقود نتنياهو الحكومة الإسرائيلية القادمة رغم كل ما يقال ضده في الفترة الحالية من اتهامات، لأنه الأقوى بين المتواجدين حاليا من قادة الاحتلال.

وفي ظل الهجوم العنيف على نتنياهو والاتهامات المتواصلة ضده، هل يستطيع الصمود في وجه ذلك ويحقق النجاح الذي يتطلع إليه في الانتخابات المقبلة؟

البث المباشر