عبر البيت الأبيض عن قلقه بشأن مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الفائز بالانتخابات، بينما طالبته فرنسا "بالتحلي بالمسؤولية"، وقالت الأمم المتحدة إنها تنتظر عودة إسرائيل إلى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين للوصول إلى حل الدولتين.
جاء ذلك عقب الإعلان عن النتائج شبه النهائية لانتخابات الكنيست الإسرائيلي التي تمخضت عن فوز حزب الليكود بقيادة نتنياهو، والذي كان صرح أثناء حملته الانتخابية بتخليه عن حل الدولتين، وأنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية طالما بقي رئيسا للوزراء.
وانتقد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست في حديثه للصحفيين على متن طائرة الرئاسة أمس الأربعاء خطاب نتنياهو في حملته الانتخابية، وقال إن "التصريحات التي صدرت (أول أمس) عن حزب الليكود لتشجيع مؤيديه على التصويت كانت تسعى صراحة إلى تهميش المواطنين الإسرائيليين العرب".
وأوضح أن الإدارة الأميركية قلقة من هذا الخطاب "المثير للانقسام"، وقال إن الإدارة ستنقل قلقها مباشرة إلى الحكومة الإسرائيلية بشأن اللغة التي استخدمتها حملة نتنياهو.
ولفت إيرنست إلى تصريحات نتنياهو بشأن تفاوضه من أجل دولة فلسطينية، واعتبرها تشير إلى "تغير في موقفه من حل الدولتين".
وقال "لقد كانت سياسة الولايات المتحدة على مدى أكثر من عشرين عاما هي أن حل الدولتين أساس حل الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، وأضاف أنه "على أساس هذه التعليقات فإن الولايات المتحدة ستعيد تقييم منهجها بهذا الخصوص من الآن فصاعدا".
لكن إيرنست قال إن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيتصل بنتنياهو لتهنئته خلال الأيام المقبلة، مؤكدا على استمرار التعاون الأمني "الذي لم يسبق له مثيل" بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقال فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إنه "يتعين على الحكومة الإسرائيلية الجديدة تهيئة الظروف لعقد اتفاق سلام نهائي".
وأوضح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن إقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل هو وحده الذي سيسمح بإحلال السلام في الشرق الأوسط.
وأضاف أن فرنسا "تتوقع أن تتحلى الحكومة الإسرائيلية الجديدة بالمسؤولية في هذا الصدد وتتخذ سريعا الإجراءات الضرورية للسماح للسلطة الفلسطينية بالعمل بشكل طبيعي وتحريك المفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق سلام شامل ونهائي".
وقد تصدر حزب الليكود نتائج الانتخابات التشريعية بفوزه بثلاثين مقعدا من أصل 120 يتألف منها الكنيست الإسرائيلي, وهو ما يتيح لنتنياهو تشكيل وترؤس حكومة يمينية، بينما حصل منافسه "المعسكر الصهيوني"، وهو تحالف بين حزب الحركة بزعامة إسحاق هرتسوغ والعمل بزعامة تسيبي ليفني، على 24 مقعدا.